دينيّة
14 آذار 2019, 08:00

خاصّ- مريم العذراء أتت بمار شربل ورفقا وكانت الأعجوبة!

ريتا كرم
حملت مسبحة الصّلاة، أغمضت عينيها وإذا بقلبها يقودها، بين الصّحوة والغفوة، إلى محبسة عنّايا، وها هم العذراء وشربل ورفقا يحضرون إلى المستشفى لتلبية النّداء.

هي شهادة ميريان كركي الحاج، الأمّ الجبّارة الّتي صمدت أمام وجع ابنها بإيمان، إيمان وإن تخلّلته لحظات وهن وتعب، لم يخلُ من الرّجاء بأنّ الانتصار وشيك. 
تخبر ميريان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ خلال حديث خاصّ، أنّ ابنها مارون، من مواليد 2003، بدأت قصّته مع المرض في 6 أيّار/ مايو 2015. يومها شعر مارون بألم في رأسه ظنّت أنّه نتيجة نزلة برد، ألم راح يتصاعد تدريجيًّا رافقه ارتفاع بالحرارة وشعور بالغثيان. 
هذه الحالة دفعت الأمّ إلى مراجعة طبيب الأطفال د. روني صيّاد الّذي أمر بإدخال الصّبيّ إلى المستشفى حيث أجريت له مجموعة فحوص، وسط تفاقم بالحالة إذ فقد شهيّته بشكل كامل وتراجعت مناعته فعُزل بعد ثلاثة أيّام في غرفة خاصّة، وتبيّن أنّ مارون مصاب بالتهاب في الدّماغ، التهاب لا علاج له إلّا معونة الله. 
أمام تلك الغيمة السّوداء، كانت في قلب ميريان فسحة أمل بأنّ نعمة ستحلّ على ابنها، شعور أصرّت على التّمسّك به، ودعّمته بزيارة أختها إلى مديوغوريه سائلة إيّاها أن تصلّي هناك على نيّة شفاء مارون.
بعد خمسة أيّام من مكوثه في المستشفى، شعر مارون بألم قويّ في رأسه، ما جعل الطّبيب يسحب مرّة جديدة المياه من رأسه ويقوم بزرع جديد، ويعطيه جرعة من المورفين ليستكين ألمه. هذا الصّليب كان ثقيل الحمل على الأمّ كما على ابنها، فجلست بجانب والدها النّائم تبكي وتصلّي وتطلب شفاعة مريم العذراء والقدّيس شربل. وفيما هي تصلّي أغمضت عينيها وإذا بها تشعر بأنّها أضحت في محبسة مار مارون- عنّايا تتلو مسبحة الورديّة مع القدّيس شربل. وفيما هي نائمة، رأت ميريان مريم العذراء بثوبها الأزرق تقف على غيمة مسدلة يديها ويشعّ منها نور سماويّ، ومن الجانبين مار شربل والقدّيسة رفقا، وإذا بالعذراء تأتي بهما فيمرّون بجانب غرفة مارون باتّجاه الغرفة الّتي تمّ فيها سحب مياه الرّأس، وتأخذ رفقا أنبوب المياه وتعطيه للقدّيس شربل وها هي المياه بداخله تصبح نقيّة اللّون. ثمّ همّ الثّلاثة للمغادرة سالكين الاتّجاه نفسه، وإذا بميريان تستنجد بمار شربل، فلم ينظر إليها إلّا أنّه هزّ لها برأسه وابتسم قبل أن يرحلوا نهائيًّا. 
في تلك الأثناء، سمعت ميريان صوت الممرّضة توقظها مبشّرة إيّاها بأنّ أوّل فحص كشف أنّ لا وجود لأيّ علّة. دموع الفرح ملأت عيني الأمّ فاستبشرت خيرًا.
بعد يومين، وصل د. صيّاد مستعجلاً إلى المستشفى لإعطاء تعليماته قبل أن يسافر خارج لبنان لبضعة أيّام، فوصف لمارون دواء خاصًّا لحالته، وهو عبارة عن ثمانية أنابيب تُعطى على مراحل مدّة ثماني ساعات، من دون أن يغادر السّرير. 
وبعد أن أنهى الأنبوبين الأوّلين، تغيّرت حال مارون فإذا به يجلس في السّرير، ويستعيد وجهه لونه، ويطلب من والدته الطّعام، ونهض وكأنّ غيمة سوداء غابت عنه فجأة. 
هذه الأحداث تزامنت مع اتّصال الطّبيب بالوالدة، فأطلعته على حالة فلذة كبدها، وما كان منه إلّا أن أقرّ بأنّ أعجوبة حصلت، فاحتمالات نجاته كانت معدومة، وإن عاش لكان عانى من إعاقة دائمة؛ وأمرها بعدم مغادرة المستشفى حتّى عودته. 
وفيما هي تنتظر، عادت العذراء لتزور ميريان في الحلم وتطلب منها أن تسجّل الأعجوبة في مديوغوريه كما في دير مار مارون- عنّايا.