دينيّة
13 تشرين الأول 2019, 07:00

خاصّ– ما هي شعلة العذارى؟

غلوريا بو خليل
وصلنا في زمن النهاية إلى الأحد الخامس بعد عيد الصّليب الذي يهيئنا لاستقبال الرّبّ في مجيئه بمجد عظيم. ويشدّد القدّيس متّى في إنجيل هذا الأحد (25/ 1 - 13) على واجب الاستعداد بحكمة ومسؤوليّة، وللتّعمّق أكثر بمعانيه كان لموقعنا اتّصال براعي كنيسة القدّيسة ريتا في سنّ الفيل الأب جان بول أبو غزالة الذي فسّر قائلًا:

"في نشيد الأناشيد هذا ما تقوله الخطيبة التي تنتظر مجيء حبيبها: "إنّي نائمة ولكن قلبي مستيقظ".

إنّ حالة العذارى الحكيمات الواعيات في هذا النّصّ هي مسؤوليّة كلّ مؤمن ملزَم بعيش انتظار مجيء العريس الحبيب للدّخول معه إلى ملكوته السّماويّ الأخير.

يقدّم لنا الرّبّ يسوع العريس السّماويّ "مثل" العذارى الحكيمات والجاهلات، ويحضّنا على السّهر والثّبات في انتظار مجيئه وظهور ملكوته. لا أحد يعرف اليوم ولا السّاعة فلذلك علينا أن نبقى على استعداد وجهوزيّة تامّة لاستقبال ربّنا يوم مجيئه العظيم."

وتابع الخوري بوغزالة شارحًا: "شعلة العذارى هي الرّغبة بالله، والزّيت هو كلّ ما يُبقي شعلة مصابيحنا مشتعلة، هو إيماننا وخدمتنا وصلاتنا وأتعابنا وكفاحاتنا وتضحياتنا وعلاقتنا بالله وأعمالنا الصّالحة ومحبّتنا للآخرين. ولذلك أفهم الآن لماذا العذارى الحكيمات لم يُعطين من زيتهن للعذارى الجاهلات، فهذه الأمور لا تُعطى ولا تؤخذ، لا تُعار ولا تُستعار، لا تُباع ولا تُشترى.

هل رأيتم يومًا شخصًا يُعير عملاً صالحًا لشخصٍ آخر أو يبيع إيمانه لمن يطلب؟ هذه الأمور أنا وحدي أقرّر أن أعيشها، ولا أحد يستطيع أن يقوم بها مكاني."

أمّا عن العذارى الحكيمات والجاهلات فاستطرد قائلًا: "إنّ العذارى الحكيمات، يمثّلن المؤمنين الذين عرفوا كيف يسهرون ليكونوا جاهزين ساعة وصول العريس. ولئن ملأتِ الحكيمات مصابيحن من زيت الحكمة التي هي معرفة الرّبّ وبغض الشّرّ، فقد عَمِلن بوصيّة الله: "رأس الحكمة مخافة الله" (مز11/10).

العذارى الجاهلات الغافلات للعريس، فهنَّ اللّواتي تجاهلنَ الحكمة ونَسينَ العريس ولم يُكثرن من الأعمال الصالحة لتبقى زادًا لهنَّ في حال تأخّر العريس لتبقى مصابيحهنَّ مشتعلة، فلنُكثر إذًا من الأعمال الصالحة ومن الإيمان والتّضحيات ومن المحبّة والخدمة والصّلاة وغيرهم ممّا ذكرنا لتبقى أرواحنا مضاءة كالمصابيح في انتظار دخول ملكوت ربّنا، حيث يكفينا نوره الأزليّ الذي لا ينطفىء، فنرى بهاء وجهه الإلهي إلى الأبد."