دينيّة
03 حزيران 2018, 07:00

خاصّ- ما هي خلاصة علاقتنا بالله؟

غلوريا بو خليل
"أتحبّني؟ برهن لي وافعل ما أريد. نقول في لغّتنا عندما يتخاطب الأحبّاء وأحدهما يقول للآخر "كرمالي افعل هذا". نعم إكرامًا له أعمل مشيئته أو ألبّي احتياجاته حتّى لو لم تكن تعنيني، لكنّها أصبحت كذلك لأنّها تعني من أحبّ. والحبيب هنا، هو الرّبّ يسوع المسيح الذي أحبّني وأحبّ الجميع وسطع حبّه في تجسّده وتجلّى على الصّليب. وعندما وهبنا روحه القدّوس أرجعنا أبناء لله وورثة للملكوت."

 

بهذه الكلمات استهلّ المسؤول الإعلاميّ لأبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري انطوان عطالله تأمّله لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حول إنجيل القدّيس يوحنّا 14 / 21 - 27 مستطردًا "ولأنّه يحبّني يطلب مني، فالذي لا يحبّ يأمر ويتسلّط على الآخر ويستعبده."

وأكمل الخوري عطالله شارحًا: "السّيّد يأمر عبده وعبده يطيعه لأنّه يعمل لديه وينال أجرته. ويكون عمل العبد أو الأجير خاضعًا لأمر السّيّد. أمّا الإبن فيكون عمله خاضعًا للمحبّة الأبويّة والبنويّة التي تربط الأب بابنه. والرّبّ يسوع المسيح يعلِّمنا أنّ الحبّ والمحبّة هما الرّابط الأساسيّ بين الله والإنسان."

وأضاف: "يقول لنا الرّبّ يسوع "أنتم لستم عبيدًا بعد الآن بل أبناء". وبذلك كشف لنا حبّه وأوضح لنا فكره. ويقول لنا بحبٍّ كبير "من أحبّني عمل بوصاياي وأنا وأبي جئنا إليه وجعلنا منه مسكنًا". وبذلك أصبح كلّ واحد منّا مقدّسًا. فبالمعموديّة أصبحنا سكنى الرّوح القدس وبحفظ الوصايا، وبعمل مشيئة الرّبّ يسوع أصبحنا سكنى الآب والإبن. لقد أصبح الملكوت في داخلنا، صرنا سكنى الله الثّالوث. وبعد أن استودعنا الرّبّ يسوع سلامه، أصبح كلّ واحدٍ منّا رسول سلام في هذا العالم، نعلن كلمته بروحه القدّوس فتثمر حياةً وافرة لمن يقبلها ويعمل بها. وهنا لم يعد لدينا إلّا أن نشكر الله الآب بالرّبّ يسوع المسيح وبقوّة الرّوح القدس وفعله في نفوس المؤمنين وذوي النّوايا الصّالحة."

وختم المسؤول الإعلاميّ لأبرشيّة جبيل المارونيّة حديثه شاكرًا مصلّيًّا: "شكرًا لك يا يسوع لأنّك أرجعتني ابنًا لله وارثًا للملكوت، وارجعتني انسان النّعمة الأصليّة  ووهبتني الحياة الأبديّة. بالمعموديّة أرجعتني ابنًا لله ، بالإفخارستيّا وحّدتني بك وبحفظ وصاياك جعلتني حبيبًا لك. والمطلوب منّي هو أن أبادلك الحبّ وأعمل ما تحبّ لأنني أحبّك، فقط لأنني أحبّك. ربّي وإلهي أنت لا تفرض إرادتك عليّ بل تعلنها لي تعبيرًا عن حبّك. حبّك يجذبني ومن تلقاء نفسي أعمل إرادتك، وأسلك طريق النّور المنبثق منك أيّها الحبّ اللّامحدود الحقيقيّ، لك المجد إلى الأبد، آمين."