دينيّة
30 آب 2020, 07:00

خاصّ– ما هي ثمار لقائك مع الرّبّ؟

غلوريا بو خليل
"مرتا ومريم" هو عنوان الأحد الرّابع عشر من زمن العنصرة للقدّيس لوقا (10 / 38 – 42 ) بحسب الكنيسة المارونيّة. إنجيل نستشفّ من خلاله احترام يسوع لحرّيّة الإنسان، وهو يشجّعنا على عيش ما نختاره في العمق حتّى النّهاية. ولفهم معاني هذا النّصّ وأبعاده، كان لموقعنا حديث مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم الذي أغنانا بشرح دقيق ومفصّل.

إستهلّ الخوري كرم الشّرح الإنجيليّ بمقدّمة مختصرًا زيارة يسوع لمرتا ومريم، فقال: "يسوع هو الزّائر الإلهيّ المنحدر من السّماء لكي يزور عالمنا. يسوع يجول صانعًا خيرًا، يطوف القرى ويدخل البيوت. دخل بيت مرتا ومريم من أجل تتميم واجب اجتماعيّ، ولكنَّه يتمّم رسالة رائعة. مرتا ومريم تتمّمان واجب الضّيافة بطريقتين مختلفتين: مرتا تمثل الحياة النّشيطة ومريم تمثّل الحياة التّأمّليّة."

وإنتقل بعدها الخوري كرم إلى وصف شخصيّات هذا الإنجيل مفنّدًا الحسنات والسّيئات، فقال: "صفات مرتا: الضّيافة، وتنظيم المنزل احترامًا للضّيف، والاجتهاد من أجل خدمة تليق بمقام الرّبّ يسوع. وسيّئاتها: الانهماك، هموم الخدمة، تأنيب الآخرين والتَّشكّي.

أمّا صفات مريم فهي: جليسة يسوع، والتّتلمذ، والصّمت والإصغاء، والسّلام والفرح في جلوسها عند أقدام الرّبّ، وتذوّق الكلمة والتّمتُّع بمعاينة مجد الرّبّ."

وعن صفات الرّسول المثاليّ قال: "خلال هذا النَّصّ نأخذ بعض العبر التي تتوجّه إلى كلّ مؤمن ذو رسالة ناجحة بحسب قلب الرّبّ: بقدر الصّمت والإصغاء يمتلئ من روح الرّبّ ويشتعل قلبه بالمحبّة، فيعيش خبرة اللّقاء معه ويتوجّه بحسب إيحاءاته، ويخفق قلبه خفقان الحبّ، ويتمّم إرادة الرّبّ "لا تبرحوا أورشليم قبل أن تنسكب عليكم قوّة من السّماء" (لوقا 24: 49)، ويحقق العمل وفقًا لرغباته "فنحن فيه نحيا ونتحرّك ونوجد" (أعمال 17: 28)، ويدخل في شركة مع الرّبّ "فالرّوح القدس ونحن رأينا أن لا نحمّلكم من الأثقال إلّا ما لا بدّ منه..." (أعمال 15: 28).

وأضاف: "بدون امتلاء يغيب الانطلاق، بدون البشارة تفقد الزّيارة. الرّوح القدس هو قوّة الرّسالة وعلى الرّسول في امتلائه ليس فقط أن يتكلّم عن يسوع بل أن يقدّم الرّبّ هبة لكلّ من يلتقي به "لا فضّة عندي ولا ذهب، ولكنّي أُعطيك ما عندي: باسم يسوع المسيح النّاصريّ قُم وامش" (أعمال 3: 6)".

وبنداء من القلب استخلص الخوري كرم حديثه مشدّدًا على أنّ "عالمنا بحاجة إلى شهود للرّبّ، والعمل الخلاصيّ هو عمل ارتقاء وانحدار، نصعد على جبل التَّجلّي "يا معلّم، ما أجمل أن نكون هنا. فلننصب ثلاث مظال: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليّا" (مرقس 9: 5)، لكن بعدالصّعود ننحدر لكي نمنح ما نملكه وتشتعل حياتنا بخبرة هذا اللّقاء، شعلة الرّوح القدس: نصلّي بحرارة، ونُعلن الكلمة بحرارة، ونتمّم خدمات المحبّة بحرارة، ونعلن الشّفاءات والمعجزات بحرارة. يتشبّه الرّسول في قلبه المشتعل بالرّبّ يسوع الَّذي كان يجول صانعًا خيرًا، ويعلن الكلمة ويحدّق إلى المريض بمقدار كبير من الحبّ داعمًا الكلمة بالمعجزات والآيات."

وبعبرة للعيش اختتم كاهن رعيّة بشلّلي متسائلًا: "ما هي ثمار لقائك مع الرّبّ؟ ليجيب: "أخي الحبيب بقدر بنائك علاقة شخصيّة مع يسوع، بقدر ما ينعكس ذلك إيجابيًّا في خدمتك الاجتماعيَّة والرّوحيّة."