دينيّة
09 أيلول 2018, 07:00

خاصّ – ما هي أفعال الرّحمة السّبعة في إنجيل اليوم؟

غلوريا بو خليل
كيف أكون قريب كلّ إنسان؟ وما هي الأفعال التي ترفعني إلى محبّة الله؟ أسئلة تخطر على بال كلّ مؤمن، فيأتي إنجيل الأحد السّابع عشر من زمن العنصرة عن مثل السّامريّ الصّالح للقدّيس لوقا (10 /25 - 37) ليقدّم لنا إجابة واضحة من خلال موقف يُحتذى به ومسار نسلك دربه المرتكز على فعليّ المحبّة والرّحمة. ولفهم معاني هذا الإنجيل والغوص فيها، كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث خاصّ مع رئيس مزار سيّدة لبنان حريصا الأب يونان عبيد.

 

شدّد الأب عبيد في بداية حديثه على الأفعال التي تقرّبنا من أخينا الإنسان، متوقّفًا عند أفعال الرّحمة السّبعة المذكورة في إنجيل اليوم والتي صدرت عن هذا السّامريّ الصّالح، فعدّد شارحًا:

"الفعل الأوّل- "لما رآه": نحن مدعوّون، بحكم مسيحيّتنا، ألّا نكون متفرّجين أو لا مبالين أمام متاعب الغير ومصاعبهم، بل متضامنين بحسب القدرات المتوفّرة لدينا؛ فلنذهب ونعمل مثل السّامريّ لنرى في مشقّات البشر ميدانًا واسعًا لممارسة الرّحمة نحو البائسين واليائسين.

الفعل الثّاني- "أشفقَ عليه": إنّ عالمَنا اليوم، وما يشهد من تغييرات ومؤامرات، لا يقدّم لنا سوى علامات الجشع والأنانيّة والضّمير المخدّر؛ فلنتضامن مع المحتاجين ونتحنّن على حالتهم لأنّ صورة يسوع فيهم.

الفعل الثّالث- "فاقترب منه": عمليًّا، ما قام به السّامريّ يُلَخّص بكلمة "عناية" لذلك، علينا ألّا نتهرّب مبتعدين عن أشخاص نعرفهم متروكين "بين الحياة والموت".

الفعل الرّابع- "وسكب زيتًا وخمرًا": إنّ الرّاحم الحقيقيّ هو الذي، على مثال المسيح، يذهب "إلى المثقلين بالأحمال ليريحهم"؛ فالطّوبى لنا، لأنّ الرّاحم يُرحم والعاطي يُعطى والرّاوي يُروى، وما نزرعه على هذه الفانية، نحصده في السّماء.

الفعل الخامس- "وضمّد جراحه": على العائلة والمدرسة وسائر المؤسّسات المعنيّة بالشّؤون التّربويّة، أن تسعى جاهدة إلى إيقاظ هذه "الرّقة السّامريّة" من المشاعر تجاه القريب وآلامه، وأن تعمل على تنميتها.

الفعل السّادس- "حمله على دابّته": على الإنسان أن يشعر دومًا بأنّه مدعو إلى القيام بدور أساسيّ في تأدية شهادة العطاء في الألم، فلا عجب أن يتمنّى قداسة البابا فرنسيس من العائلات الكاثوليكيّة أن تفتح بيوتها لإيواء العائلات النّازحة.

الفعل السّابع- "وجاء به إلى فندق": يدعونا السّامريّ في هذا المثل إلى أن نجعل من عائلاتنا ومؤسّساتنا أماكن مضيافة في خدمة الحياة، ومساحات واسعة الرّحاب، توحي بالاطمئنان والاستقرار والمقدرة على التّعاطف والتّكاتف والتّلاقي مع المتغيّرات التي تستجدّ وفقًا لتطور الأيّام وحاجات العصر."

 

بأفعال الرّحمة السّبعة هذه، يعطينا موقف السّامريّ الصّالح إذًا برهانًا على إيماننا، كما يقول القدّيس يعقوب برسالته "الإيمان إن لم يقتَرِن بِالأَعمال كان مَيتًا في حَدِّ ذاتِه" (يع 2: 17)، وذلك من خلال الأعمال الصّالحة التي نقوم بها برحمة ومحبّة وفرح تجاه الآخرين. فلنسأل الله اليوم أن يعضدنا لنسير على درب السّامريّ الصّالح ونقتدي بعمله الرّحوم بحياتنا تجاه كلّ قريب، كائن من يكون، بقوّة يسوع المسيح لنستحقّ الحياة الأبديّة.