خاصّ- ما العبرة من إنجيل أحد النّسبة؟
"يقول القدّيس غريغوريوس النّزينزي: "المُعطي الغنى يصبح فقيرًا، يستعطي جسدي ليغنيني بألوهته..." نعم، لقد أخلى ذاته وترك عزّة مجده، لينزل فيلتقيبالإنسان الذي تشوّهت صورتُه بعصيان آدم، وأدمته جريمة قايين، واحتُقر بالخطايا التي ارتكبها عبر تاريخه. فعندما صار ملء الزّمن، تجسّد ابن الله من عذراءٍ أصلحتْ ما أفسدته حوّاء." بهذه الكلمات استهلّ الأب ناصيف تأمّله.
وتابع شارحًا: "أربعة عشرة جيلًا تتكرر ثلاث مرّات، لأنّ إلهنا ليس إله الصّدفة والارتجاليّة، بل إله التّنظيم وإعادة التّكوين والخلق. قَبِلَ الجميع بخطاياهم، شارك البشر بكلّ شيء ما عدا الخطيئة، بل كان الطّبيب والشّافي. إنتسب إلى هذه الطّبيعة البشريّة المتألّمة ليشاركها الألم، لا بل ليحمل عنها الألم، ويدعو الإنسان مجدّدًا لمشاركته بطبيعته الإلهيّة، "ويعيد الخلود إلى الجسد" بحسب القدّيس غريغوريوس النّزينزي."
وشدّد الرّاهب المريمي موضحًا: "يكتب متّى هذه اللّائحة لائحة نسل يسوع البشريّ، مبتدئًا بذكر الملك داود، ليقدّم يسوع على أنّه الملك الموعود، الذي لن يكون لملكه نهاية. كما أنّه من نسل إبراهيم، أب كلّ اليهود، وبذلك تتحقّق فيه كلّ نبوءات العهد القديم. دخل بشريّتنا الفقيرة ليغنيها بألوهته المجيدة. أخذ طبيعة بشريّة فيها الملوك وأبطال الإيمان والقضاة كما فيها الخطأة والغرباء والزّناة، فعملُ الله في التّاريخ لا تحدّه سقطات وخطايا البشر، بل عمل من خلال كلّ أنواع البشر ليأتي بإبنه إلى العالم."
وإختتم الأب ناصيف تأمّله بعبرة قائلًا: "والله اليوم، ربّما يستخدمني ويستخدمك، كي تصل من خلالنا بشارته إلى إخوتنا البشر من حولنا. فهل نحن مستعدّون لهذا الاستخدام المجيد؟"