دينيّة
18 تموز 2018, 07:00

خاصّ- مار شربل: "يا مباركة انزلي".. وكان الشّفاء!

ريتا كرم
هو مار شربل الّذي لا تحدّ شفاعته حدود جغرافيّة ولا لهجة أو لغة. هو قدّيس لبنان والعالم الّذي لا يميّز بين مؤمن من بلاده و آخر من أصول عربيّة أو غربيّة. هو شربل مخلوف الرّاهب اللّبنانيّ المارونيّ الّذي أحبّه الملايين حول العالم وذاع صيته في الأقطار الأربعة. هو الّذي دخل قلب عائلة عراقيّة شاءت الظّروف أن تحطّ رحالها في لبنان، وحوّلها إلى خميرة إيمان حيّة تشهد على قدرة الله في تغيير كلّ شيء!

هي عائلة شمّاس، من الموصل- العراق. تروي الزّوجة نغم أنّ زوجها بشّار كان يعاني من بحص في الكلى لم تمنع عمليّة أجراها في العراق من إعادة تكوّنها بعد أقلّ من سنة، فعاودته كلّ الآلام المبرحة وكأنّ شوكًا يغرز في داخله، ما دفعه إلى استشارة طبيبه المعالج في بلده الأمّ الّذي أطلعه أنّ الحلّ يكمن إمّا بغسل الكلى أو بإزالتها بسبب التّضخّم الحاصل. 
لم يأخذ بشّار قراره فورًا بل فضّل الرّجوع إلى زوجته والأخذ برأيها. نغم فضّلت التّريّث لأنّ خوفها على زوجها كبير جدًّا، فكليتاه لم تكونا بحالة جيّدة، والحالتان ستضرّان به، وأملها بشفاء زوجها كان كبيرًا جدًّا. 
وفي تلك اللّيلة، ركعت نغم أمام تمثال مار شربل في منزلها والتجأت إليه سائلة إيّاه أن يتدخّل بخاصّة أنّ حالة العائلة المادّيّة لا تسمح لها بتحمّل تكاليف العمليّة، وطلبت كذلك معونة سيّدة بشوات كي تأتي بالقدّيس شربل فيوقف ألم زوجها. 
لم تبقَ نغم مسمّرة في مكانها، بل أتت بزيت مقدّس مزجته لاحقًا بزيت سيّدة بشوات في كوب أضافت إليه الحامض، وقدّمته إلى زوجها من دون أن تخبره عن محتواه، وفي قلبها رغبة أن تتلقّى إشارة من السّماء تبشّرها بشفاء رفيق دربها.
شرب بشّار الخليط وخلد إلى النّوم في تلك اللّيلة ولم يكن ألمه قد زال بعد. وفي تلك الأثناء طلبت الأمّ من ابنها مانويل، ابن العشر سنوات، أن يصلّي إلى شربل على نيّة شفاء والده لأنّ القدّيس سيسمعه. وهكذا كان! حقّق الطّفل رغبة الأمّ وخلدا إلى الفراش. 
مانويل الّذي ينام بجانب والده، صرخ في تلك اللّيلة خائفًا لأنّ سارقًا يقف بجانب والده وهو يتنقّل في البيت. إلّا أنّ نغم لم تعر الأمر أهمّيّة فهي كانت واثقة أنّ لا صحّة في هذا الكلام بخاصّة بعد أن تفحّص الصّبيّ أبواب المنزل كافّة، فأمرته بالخلود إلى النّوم مطمئنة إيّاه أنّ مكروهًا لن يحصل لأنّ بركة سيّدة بشوات معهم، ولأنّ مسبحة الصّلاة الّتي أعطته إيّاه ستردّ عنه كلّ سوء، فهدأت الأجواء وتفقّدت زوجها الّذي لم يصحُ بالرّغم من كلّ الضّجيج بل كان ينام ويئنّ من ألمه، فتركته في حاله ونامت.
في الصّباح، استفاق بشّار وهو يشعر بانزعاج كبير وألم منعه من التّبوّل، فرفعت نغم يديها إلى العُلى وصلّت إلى مار شربل كي يعينها، وإذا بالزّوج يخرج من الحمّام وهو فرِح لأنّ الحصى نزلت وكأنّ شوكة اقتُلعت من دون أن ينزف أو يشعر بالألم المحتّم في تلك الحالات، ألم يشبه مخاض الولادة. 
هذه الحادثة دفعت بشّار إلى تذكّر حلم راوده أثناء اللّيل، فأخبر زوجته أنّ مار شربل جاء إليه ووضع يده على كتفه وقال: "يلّا يا مباركة انزلي!"، فربطت الأمّ حلم الوالد بما تراءى لابنها في اللّيلة نفسها وأخبرت كاهن الرّعيّة الّذي أكّد لها، بعد أن وصف الطّفل ما رآه، أنّ مار شربل كان في منزلهم. 
حملت العائلة قصّتها إلى دير مار مارون- عنّايا. هناك تأكّدت العائلة أنّ مار شربل كان حاضرًا في منزلها بعد أن رأى الابن مانويل صورة القدّيس شربل الحقيقيّة بيد الأب لويس مطر فصرخ مؤكّدًا أنّه نفسه الّذي رآه في تلك اللّيلة. وهكذا أدّت العائلة الشّكر لمار شربل وسجّلت الأعجوبة في سجلّ الدّير في 23 حزيران/ يونيو 2018.