دينيّة
28 شباط 2018, 08:00

خاصّ- لم يظهر له مار شربل.. لكنّ الشّفاء تمّ!

ريتا كرم
هو في الأساس متعبّد للقدّيس شربل، يحلم أن يرزقه الله ولدًا فيحمل اسم شفيعه الأحبّ. علاقته بحبيس عنّايا مميّزة وله شيّد تمثالاً كبيرًا في منزله إكرامًا وتبجيلاً. إنّه ابن صفرا البقاعيّة سايد دياب خضرة، من مواليد 1974، والّذي ما أن تسأله عن أعجوبة شفائه حتّى تشعر بثغره يرتجف لتخرج من فمه كلمات الشّكر لله وللقدّيس شربل: "كتّر خيره عطاني أكثر ما بستاهل".

 

ينقل سايد، في اتّصال هاتفيّ مع موقع "نورنيوز" الإخباريّ، خبرته الشّخصيّة في العبور من المرض إلى الشّفاء بشفاعة مار شربل. فهو بعد أن تعرّض لوخز في صدره أدخله إلى المستشفى، كشفت الصّورة بالرّنين المغناطيسيّ عن ضرورة استشارة طبيب جرّاح اختصاصيّ في أمراض الرّئة، فأخذ الأخير "خزعة" أظهرت وجود مرض خبيث "تسرطن" بين رئتيه في كيس حجمه حوالى الـ2.5 كلغ، لتبدأ بذلك مسيرة علاج دامت 9 أشهر بإشراف د. داني أبي جرجس في مستشفى جامعة الشّرق الأوسط.

سايد الّذي كان يخضع للعلاج خمسة أيّام في الأسبوع، حمل كلّ أوجاعه ورماها عند ضريح القدّيس شربل بحرارة مسيحيّ يؤمن أنّ لا شيء مستحيل عند الله. هناك صلّى، برفقة شقيقه، بخشوع وطلب علامة تبشّره بأنّ درب العلاج ستُكلّل بانتصار على مرض السّرطان.

صلواته كان مسموعة عند الرّبّ، فشربل الّذي لا يردّ أحدًا خائبًا حمل مع سايد صليبه ورافقه. وفي كلّ مرّة كان يخضع لعلاج، أظهرت النّتائج تحسّنًا كبيرًا وتراجعًا لمخالب السّرطان هذا، حتّى أضحت نسبته متدنّية جدًّا في الجلسة الرّابعة ليصبح أخيرًا تحت المعدّل ويعطي بصيص أمل بحياة طبيعيّة.

أمّا الفصل الأخير من مسيرته مع المرض فكانت بعمليّة جراحيّة استوجبت استئصال الكيس السّرطانيّ المتمركز في الجهة اليسرى حيث القلب، عمليّة دامت ستّ ساعات أنقذت سايد من خطر انفجار الكيس بقدرة إلهيّة أكّد عليها الطّبيب المعالج الّذي طلب مجموعة فحوص أظهرت الشّفاء التّامّ.

هكذا إذاً تدخّل مار شربل مرّة جديدة، لم يتراءى للمريض ولم يجرِ العمليّة بشكل واضح أو مباشر، ولكن هو اختار سايد لتكون الأعجوبة السّادسة والعشرين بعد عيد ميلاده تأكيدًا على أنّ آية "إيمانك خلّصك" هي خبرة معاشة وشهادة على أعاجيب عديدة من الممكن أن تتمّ في أيّة لحظة وبأساليب عديدة.