دينيّة
03 شباط 2019, 08:00

خاصّ – لقاء فريد غيّر حياتها...

غلوريا بو خليل
يتفرّد الإنجيليّ يوحنّا في الأحد الرّابع بعد الدّنح بذكر مرور يسوع في السّامرة ولقائه المرأة السّامريّة (يو 4/ 5 - 7، 9 - 26)، إنجيل يتجلّى خلاله اعتلان المسيح المنتظر للإضاءة على حقيقة الله وعلى الإيمان الحقيقيّ. وللوقوف عند هذا اللّقاء الاستثنائيّ وتبيان أبعاده اللّاهوتيّة، كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث مع كاهن رعيّة مار جرجس ومار ساسين - بيت مري الخوري بيار الشّماليّ.

 

إستهلّ الخوري الشّماليّ حديثه بتسليط الضّوء على هذا اللّقاء "لقاء مثير للعجب يجري على بئر يعقوب: إمرأة سامريّة تلتقي برجل يهوديّ وقت الظّهيرة! هل هي صدفة؟ ويا لها من صدفةٍ فريدة غيّرت مجريات حياة تلك المرأة. أتت وهي العطشى تبحث عن الماء الذي ستشربه لتعطش مجدّدًا. إنّه الماء الذي يشبه حياتها وبحثها المستمرّ عمّا يملأ أوقاتها بما هو زائل وفانٍ لتعطش إليه مجدّدًا. وإذ هي تلتقي بذلك الرّجل النّاطق بكلمة الحياة."

وأردف: "لقد فاجأ المسيح المرأة السّامريّة بعدما رفضت أن تعطيه الماء ليشرب بحجّة أنّه يهوديّ وهي سامريّة، فقال لها إنّه هو الماء الحيّ وكلّ من يشرب منه لا يعطش أبدًا! إنّه الماء الذي يتفجّر في الإنسان ينابيع لا تنضب. إنّه الماء الذي يروي العطاش إلى البرّ والسّلام. لا يخذل أبدًا ولا يتوقّف ولا للحظة واحدة من أن يمنح ذاته لكلّ سائليه."

وتابع الشّماليّ شارحًا: "لقد كان المسيح ماء الكلمة التي دخلت إلى قلب تلك المرأة الآتية في ساعات الظّهيرة حتّى لا يراها أحد وتملأ جرّتها وتعود إلى بيتها بعيدًا عن انتقاضات الآخرين وعيونهم الدّيّانة. سكب المسيح كلمته في ظلمة حياتها فارتشفتها بعطش لا مثيل له.سمعت وشربت فارتوت. لا، لن تعطش مجدّدًا لأنّها وجدت أخيرًا ما كانت تبحث عنه دائمًا."

واستطرد "يا لها من إمرأة سعيدة... أتت تملأ جرّتها ماء فامتلأت هي حياة لا حدّ لها. أتت وكأنّها في السّرّ من دون أن يراها أحد، وها هي تعود تعلن بالفم الملآن أنّها وجدت الكلمة التي بدّلت كلّ حياتها."

وإختتم الخوري الشّمالي حديثه مؤكّدًا "لم يكن هذا اللّقاء صدفة، إنّما هو عناية الله اللّامتناهية بأبنائه البشر."