خاص- كنيسة مار سمعان العمودي شامخة على رابيتها في عيد شفيعها
وفي عيد شفيعها، احتفلت مساء أمس رعية مار سمعان العمودي- القليعات- للمرّة الأولى داخل الكنيسة المرمّمة بعد 26 سنة، فكان عرس يحاكي أصالة البلدة نظّمته بلديّة القليعات المنتخبة حديثاً مع الخوري مبارك، بعد 41 سنة مُعيدة إحياء كرنفال ومهرجانات القليعات.
العرس بدأ بالقدّاس الإلهيّ احتفل به المطران بولس روحانا بمعاونة لفيف من الكهنة وبحضور المطران غي بولس نجيم؛ وخدمته جوقة الكنيسة التّي نقلت المشاركين في الصّلاة إلى السّماء عبر حناجر أفرادها الّتي لا تزال تسبّح الرّبّ منذ 35 سنة.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران روحانا عظة تناول فيها قصّة نهوض الكنيسة من ركامها لتستعيد موقعها في البلدة كمركز لقاء للأهالي والمقيمين والمصطافين معلنة كلمة الرّبّ. هذا ووجّه كلمة شكر لكاهن الرّعيّة "حامل لواء مشروع الكنيسة لمجد الرّبّ"، ثمّ تحدّث عن القدّيس سمعان الّذي كان يقصده النّاس من أقاصي الأرض ليشاهدوا طريقة تنسّكه الفريدة، هو الّذي يصلي ليلاً ويبشّر النّاس ويصالحهم مع بعض نهاراً، والّذي كان مجذوباً بنوع قويّ إلى الحياة الأبديّة إذ كان يحاول أن يتحرّر من كلّ ما يعيقه عنها.
وختم المطران روحانا عظته قائلاً: "إنّ صلاة المؤمن وفق قلب مريم هي لردم الهوّة القائمة بين أهل الأرض والسّماء، لذا نصلّي كي يساعدنا الرّبّ أن ندخل في إرادته كما فعل الأبرار والصّدّيقون فيحلّ الملكوت في أرضنا."
وفي ختام الذّبيحة الإلهيّة، انتقل أبناء الرّعيّة مع رعاتهم وفعاليّات المنطقة إلى مدخل القليعات الرّئيسيّ حيث انطلق موكب تتقدّمه سيارة مزيّنة بالزّهور حاملةً أيقونة مار سمعان العموديّ تتبعها فرقة موسيقى جعيتا والعلم اللّبنانيّ يعلو مرفرفاً على ألحان الموسيقى الّتي تراقص على أنغامها خيل سار في الموكب مع سيّارات عديدة ترسم صورة الزّمن الجميل، وفي إحداها يجلس المطرانان مع الخوري مبارك، وأصوات التّراتيل تصدح في كلّ المنطقة والنّاس على الطّرقات يرنّمون فرحاً. فكان عرس جميل يملأه حنين إلى لبنان وعراقته وأمجاده.
وبهذه الأجواء الجميلة، وصل الموكب إلى ساحة الكنيسة وسط احتفالات فولكوريّة مميّزة فالتقى الطّبل والمزمار وأحيا عزفاً التّراث وارتفعت في سماء البلدة المفرقعات النّاريّة، ومن ثمّ كانت كلمات وقُدّمت دروع تقديرية للمطرانين عربون محبّة ووفاء.
فيا ليت مع عودة كرنفال القليعات يعود لبنان ويتحرّر من أيدي الشرّ فيعيش أبناؤه مع قدّيسيه ببلد القداسة والرّسالة حياة ملؤها المحبّة والوئام والصّلاح.