دينيّة
31 تشرين الأول 2021, 08:00

خاصّ– كرم: هناك ثواب وعقاب ودينونة أبديّة في مكافأة الأبرار ودينونة الأشرار

غلوريا بو خليل
في الأحد الأخير من زمن الصّليب، والأخير من شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر، أحد يسوع الملك، تظهر مفارقة واضحة في إنجيل الدّينونة العامّة، ففي نصّه نرى يسوع الملك واقفًا ديّانًا بعد أن استنفذ رحمته لخلاصنا، ليعلّمنا أنّه بالرّحمة وبالمحبّة الحقّة فقط نكون من عن يمينه. وللغوص في معاني هذا النّصّ الإنجيليّ للقدّيس متّى (25: 31- 46)، كان لنا حديث مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم الذي استهلّه قائلًا:

 

"في زمن الصّليب نقرأ نصوص تتكلّم عن الأزمنة الأخيرة أو النّهيويّة. إنّها دعوة للتّأمّل واليقظة الرّوحيّة في الاستعداد لاستقبال مجيء الرّبّ."

وتابع: "نكتشف في هذا النّصّ عناصر غنيّة متعدّدة تساعدنا على الغوص إلى العمق في الحياة الرّوحيّة. سأشرح هذا النّص من خلال عشر نقاط:

1- يسوع هو الإله صاحب السّلطان الجالس على العرش "ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القدّيسين معه، فحينئذٍ يجلس على كرسيّ مجده." (متّى 25: 31).

2- يسوع هو الرّاعي، يميّز بين الخراف والجداء، ديّان جميع الشّعوب والأمم "ويجتمع أمامه جميع الشّعوب، فيميّز بعضهم من بعضٍ كما يميّز الرّاعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار." (متّى 25: 32- 33).

3- يسوع هو الملك ومملكته روحيّة، يكافئ عبر منح ميراثه لكلّ من يتبارك من الآب السّماويّ من خلال حياته الرّوحيّة والاجتماعيّة. "ثمّ يقول الملك للّذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم." (متّى 25: 34).

4- الرّبّ خلق الإنسان من أجل الخلاص لا للهلاك .برنامجه هو منح الميراث جاعلاً ملكوته قبل إنشاء العالم"، ثمّ يقول الملك للّذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم." (متّى 25: 34).

5- يسوع هو القاضي وفي الوقت ذاته يأخذ طرف الصّغار والضّعفاء ويتماهى فيهم ويجعلهم إخوته وأحبّائه " فيجيب الملك ويقول لهم: الحقّ أقول لكم: بما أنّكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم." (متّى 25: 40).

6- أهمّيّة العطاء: من يعطي هو حيّ ومن لا يعطي هو ميت. الشّجرة الّتي لا تعطي الثّمار تقطع وترمى في النّار. "فيجيب الملك ويقول لهم: الحقّ أقول لكم: بما أنّكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم. ثمّ يقول أيضًا للّذين عن اليسار: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النّار الأبديّة المعدّة لإبليس وملائكته." (متّى 25: 40- 41).

7- نكتشف يسوع في مظاهر الوهن والضّعف، قد نراه كلّ يوم ولكن قد لا نعرفه. علينا أن ننظر نظرة نبويّة رؤيويّة ونكرّم من جعلهم يسوع إخوته الأعزّاء.

8- من يعمل في خدمة المحبّة يحصل على نصيبه من الميراث ويواصل عمل الحبّ في الأبديّة. يسوع يؤكّد أنّ هناك ثواب وعقاب ودينونة أبديّة في مكافأة الأبرار ودينونة الأشرار.

9- الرّبّ وضع بين أيدينا مواهب روحيّة وكنوز علينا أن نؤدّي حسابها على قدر عطائها. فالمواهب والكنوز ليست ملكًا لنا بل نحن نؤتمن على حسن الإدارة والتّنظيم والتّنمية والتّوزيع والعطاء بأمانة وبحكمة "فيجيبهم قائلًا: الحقّ أقول لكم: بما أنّكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوا." (متّى 24: 45)

10- يتميز العطاء والخدمة ببعدين، هما يصبّان في الإنسان مباشرةً: البعد الجسديّ والبعد النّفسيّ. (كنت جائعًا= البعد الجسديّ؛ وكنت محبوسًا= البعد النّفسيّ)."

 

وإختتم الخوري كرم حديثه طارحًا مجموعة أسئلة تؤهّلنا أن نكون من عن يمين الرّبّ، فتساءل: "هل تعمل جاهدًا لكي تكون خدمتك سخيّة مجّانيّة ومشبّعة بالمحبّة؟ هل الخدمة والعطاء هما من نظام حياتك ومشروعك اليوميّ فتعمل بفرح وتنشر الفرح أينما حللت؟"