دينيّة
26 كانون الأول 2021, 08:00

خاصّ– كرم: المؤمن الممتلئ من الرّوح يجابه كلّ شيء بفرح

غلوريا بو خليل
"تهنئة العذراء بميلاد يسوع" هو عنوان إنجيل هذا الأحد المبارك للقدّيس لوقا (1/ 46-55)، وللوقوف عند أبعاده ومعانيه كان لنا حديث لاهوتيّ مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم.

"نتأمّل بنشيد مريم النّابع من فرح القلب، وتعبير عن خبرة مريم العميقة في الحياة الرّوحيّة مع الله الآب، من خلال التّأمّل بالكلمة وانفتاحها للرّوح القدس. نكتشف في هذا النّشيد عمل الرّوح الّذي ألهم مريم صلاتها خلال خدمة المحبّة." بهذه الكلمات استهلّ الخوري كرم حديثه لموقعنا.

وتابع: "نعدّد سبع عناصر من خلالها نتعرّف على عمل الرّوح الّذي انسكب على إمرأة متواضعة، خبيرة ومتعمّقة في كلمة الله:

1- الرّوح القدس يوجّه العابد بصلاة التّمجيد والتّسبيح، في حياة داخليّة وعاطفة روحيّة عابقة بحضور الله.

2- الرّوح القدس هو ذاكرة الكنيسة، ممّا يلفت الانتباه بأنّ مريم ذكرت نصوص من الكتاب المقدّس بطريقة عفويّة وبدون تحضير، في طابع وخبرة شخصيّة، وذلك بصلاة ملهمة من صلاة حنّة النّبيّة في سفر صموئيل (١صموئيل 2: 1- 10)، والمزامير (مزمور 147 :1- 20).

3- الرّوح القدس هو الّذي يجعل كلّ الّذين يتأمّلون ويتذوّقون الكتاب المقدّس، في الشّبع والامتلاء بالكلمة، فيجعل اللّسان ينطق دائمًا بكلمة الله: "من فيض القلب يتكلّم اللّسان."

4- مريم هي الإناء الذي ينفتح لروح الله بفضل تواضعها. ينظر الرّبّ إلى المتواضع ويملأ فراغات قلبه بحبّ الرّبّ، فيمنحه مواهب الرّوح القدس.

5- مريم في امتلائها بالرّوح القدس ترفع نشيد نبويّ في وعيها أنّ جميع الأجيال ستطوّبها. مريم عاشت التّطويبات بلسان ابنها يسوع "بل طوبى للّذين يسمعون كلام الله ويحفظونه" (لوقا 11: 28) وبلسان أليصابات "فطوبى للّتي آمنت أن يتمّ ما قيل لها من قبل الرّبّ" (لوقا 1: 45).

6- مريم زارت أليصابات من أجل الخدمة، إذ أنّ الرّوح القدس يجهزنا بالمواهب من أجل خدمة مشروع الله. مريم تعلّمنا أن نباشر الخدمة بالصّلاة فنتمّم العمل بنجاح وننعش النّشاط البشريّ بروح الله بقدر الامتلاء من الرّوح القدس، "لكن اطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه، وهذه كلّها تزاد لكم" (متّى 6: 33).

7- من ثمار الرّوح القدس الفرح. مريم تعبّر عن فرحها وهي تعرف جيّدًا من خلال قراءة الكتاب المقدّس، أنّ في انتظارها الكثير من المعاكسات والحروب الرّوحيّة، لكنّ المؤمن الممتلئ من الرّوح يجابه كلّ شيء بفرح فلا يتذمّر ولا يتراجع، "تبتهج روحي بالله مخلّصي" (لوقا 1: 47)".

وبعبرة للعيش أضاف قائلًا: "رجل الصّلاة الّذي يتأمّل ويتذوّق الكلمة، يجعل من حياته صلاة مستمرّة. بفضل هذا الامتلاء من الرّوح، يكون في جهوزيّة دائمة من أجل الخدمة."

وإختتم الخوري كرم متسائلًا: "أخي المحبوب من الله، هل يجعلك الرّوح القدس إنسان الفرح في حياة الرّسالة وفي خدمة المحبّة؟".