دينيّة
10 شباط 2019, 08:00

خاصّ - في أحد تذكار الكهنة…

غلوريا بو خليل
إختتمت الكنيسة المارونيّة زمن الدّنح المجيد لتفتتح هذا الأحد أسابيع التّذكارات الثّلاثة قبل أن تبدأ زمن الصّوم الكبير. في الأسبوع الأوّل هذا، نتذكّر الكهنة الأبرار الذين خدموا الرّبّ وشعبه المؤمن بتفانٍ وأمانة. وللإضاءة على إنجيل اليوم للقدّيس لوقا (12 /42-48)، كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث مع نائب معاون كاتدرائيّة مار جرجس- صربا الخوري جوزيف عيد، شدّد فيه على دور الكاهن الأمين المتمثّل بيسوع المسيح.

 

"في تعليم الرّبّ يسوع هذا تتجلّى كرامة الشّخص البشريّ بأبهى حللها، إذ أنّ الرّبّ يجعل الإنسان شريكًا كاملًا وحرًا في مشروعه الخلاصيّ، فيسلّمه حياته أمانة وهديّة مجّانيّة منه. كما يوكله وبحسب دعوته، أن يكون أمينًا على خلاص إخوته"، بهذه الكلمات المعبّرة استهلّ الخوري عيد تأمّله.

وأردف عيد قائلًا: "بتجسّده في إنسانيّتنا أقام الرّبّ بيننا وبينه شراكة كاملة، ختمها بدمه الثّمين وبقيامته المجيدة أعطاها بعدًا أبديًّا، فصار كلّ واحد منّا وكيلاً على مشروع الرّبّ الخلاصيّ ليشهد في حاضره الزّمنيّ على هذا السّرّ العظيم، ويعدّ للرّبّ بشهادته وأمانته أجيالاً آتية تحمل بدورها هذه الأمانة حتّى مجيئه بمجده العظيم."

وعن دور الكاهن، أخبرنا بأنّ "للكاهن في وسط الجماعة المؤمنة وكالة خاصّة نابعة من كهنوت الرّبّ يسوع، الكاهن الأعظم والأوحد. فعلى مثال يسوع، على الكاهن أن يغوص في سرّ الله ويعشق كلمته ويهيم في أسرار الخلاص التي أقامه الرّبّ ليحتفل بها، مغذّيًا إخوته من كلمة الله، موزّعًا عليهم جسد الرّبّ ودمه، معمّدًا إيّاهم بإسم الثّالوث الأقدس، غافرًا آثامهم باسم الرّبّ، منحنيًا على أسقامهم، غاسلًا أرجلهم، مباركًا حبّهم، حاميًا حياتهم من سهام العدوّ الملتهبة، ساهرًا لا ينعس لا ينام، رقيبًا يرصد الأخطار التي تتربّص بخرافه، هاديًا إيّاها في كلّ وقت إلى مراعي الحياة النّضرة."

وإختتم نائب معاون كاتدرائيّة مار جرجس- صربا تأمّله مصلّيًا "وإذ نذكر اليوم إخوة لنا، أحبارًا وكهنة، أتمّوا سعيهم وعملوا مشيئة الرّبّ بغيرة كانت تأكل قلوبهم، وبمحبّة استقوها من حبّ الرّبّ لشعبه. نمجّد الرّبّ على نعمة الكهنوت التي لا تستقصى، ونصلّي كي يعطينا في كلّ آن وزمان رعاة صالحين، تسمع الخراف من خلال أصواتهم صوت الرّاعي العظيم يسوع المسيح، وتتلمّس في وجوههم وجه الحبّ الكبير، فتتحقّق فيهم إرادة الرّبّ الخلاصيّة. آمين".