دينيّة
07 آذار 2018, 14:00

خاصّ- "فلتكتمل مشيئتك!".. صرخة إيمان من نجيبة القاعي إلى القدّيسة رفقا

ريتا كرم
رفقا القدّيسة الّتي عاشت آخر مرحلة من حياتها فاقدة البصر رفضت أن تذوق نجيبة القاعي هذا العذاب أو أن ينطفئ النّور من عينيها، فانتشلتها من عمًى محتّم سببه إصابة العينين بالماء السّوداء.

 

أمّا عن تفاصيل الشّفاء فتروي نجيبة في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ" عن هذه المسيرة بتعابير ما كفّت تسبّح من خلالها يسوع وتشكره على نعمته هذه، هي الّتي سلّمت أمرها له ولرفقا منذ اللّحظة الأولى.

فقبل خمس سنوات، عانت نجيبة من احمرار وحكّة في عينيها حرماها من مواظبتها على التّأمّل في الكتاب المقدّس وحتّى من مشاهدة التّلفاز. في البدء، ظنّت أنّ السّبب هو لفحة هواء إلّا أنّ فحوصًا أجرتها في مستشفى القدّيس جورج في عجلتون كشفت عن إصابة العينين بالماء السّوداء وجفافهما، فكان العلاج الأوّل بواسطة قطرات العين قبل تعيين عمليّة جراحيّة قرّرتها الطّبيبة المعالجة نتيجة ارتفاع في ضغط العين. إلّا أنّه وقبل الدّخول إلى غرفة العمليّات، تدخّل عجيب كان يعيد الضّغط إلى طبيعته. الأمر تكرّر مرّتين ما جعل نجيبة تخبر ابنها بعدم رغبتها في إجراء العمليّة معلنة اتّكالها على يسوع والقدّيسة رفقا مسلّمة أمرها لمشيئة الله، طالبة أن تزور القدّيسة رفقا وأن تلبس ثوبها.

هذه الزّيارة لم تتمّ إلّا بعد مرور شهرين، وأمام قبر رفقا صلّت نجيبة آخذة نفحة من ترابه المقدّس فمسحت قسمًا منه على عينيها وتناولت قسمًا آخر بإيمان كبير، قائلة: "فلتكتمل مشيئتك يا قدّيسة رفقا!".

لم تلمس نجيبة أيّ تحسّن مع عودتها إلى المنزل بل كان الوضع يزداد سوءًا ما جعل الطّبيبة تصف لها قطرة رابعة، قطرة لم تهدّئ لهيب العينين. وهكذا مرّت الأيّام لا بل السّنوات حتّى أصيب ابنها بحادث سير سبّب له نزيفًا في رأسه، فدفعها قلب الأمّ إلى إهمال حالتها الصّحيّة والصّلاة على نيّة شفاء فلذة كبدها وسائر المرضى، موقفة العلاج من دون العودة إليه بالرّغم من شفاء الأخير.

سنة جديدة مرّة، وحلّ السّادس عشر من حزيران/ يونيو موعد ضربته نجيبة وولدها شاكر وزوجته لزيارة القدّيسة رفقا في حملايا على نيّة أن يزرقا بأولاد. وأثناء الزّيارة طلبت إشارة من القديسة رفقا ترشدها إن كان شفاؤها سيتمّ أم لا.

وبعد أيّام راحت نجيبة ترى خطوطًا حمراء في عينيها ليلاً وصفراء وبرتقاليّة نهارًا، لم تفهم الإشارة أهي علامة شفاء أم سابقة لفقدان البصر، ما دفعها إلى إطلاع ابنها على حالتها المستجدّة كاشفة له عن توقّفها عن أخذ العلاج. فكانت بذلك وجهتهما التّالية الطّبيبة المعالجة في عيادتها في مستشفى العين والأذن والخضوع لفحوص جديدة دقّقت في نتيجتها مرّتين، نتيجة فاجأت الجميع: العينان عادتا إلى حالتهما الطّبيعيّة والماء السّوداء زالت كلّيًّا. هذه النّتيجة كان لا بدّ من تأكيدها بفحص جديد بعد 15 يومًا، إلّا أنّ الظّروف عاكست نجيبة فلم تجرِ الفحص المطلوب إلّا في ت1/ أكتوبر الماضي بعد ظهور الخطوط من جديد، وكانت النّتيجة لا تزال "شفاء تامّ" بتصريح من  الطّبيبة واعتراف منها بأنّ ما حصل هو من صنع السّماء.

وفي 10 ك1/ ديسمبر الأخير، سجّلت نجيبة القاعي، إبنة رعيّة مار سمعان العموديّ- القليعات، الأعجوبة في سجلّ دير مار يوسف في جربتا، لتثبت لنا هذه الأعجوبة مرّة جديدة أنّ لا مستحيل عند الله، وأنّ من كان له إيمان مثل حبّة الخردل يستطيع أن ينقل الجبال.