دينيّة
26 نيسان 2020, 07:00

خاصّ- على طريق عمّاوس... عادت الحياة وبوفرة

غلوريا بو خليل
على طريق عمّاوس التي تعني الينابيع الحارّة كان ظهور استثنائيّ ليسوع القائم من بين الأموات على التّلميذين الحزينين العائدين إلى منطقتهما بعد صلب المسيح. ولأهميّة هذا الظّهور وذاك اللّقاء وآية الإفخارستيّا التي حصلت كما رواها القدّيس لوقا (24: 13- 35)، كان لموقعنا حديث روحيّ مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم.

إستهلّ الخوري كرم حديثه قائلًا: "في القراءة التّأمّليّة لنصّ لوقا البشير يمكننا اكتشاف عناصر متعدّدة، تكون هداية للنّفوس وتوجيهًا للحياة الرّوحيّة. فالبُعد عن الجماعة المصلّية وقطع الشّركة مع الكنيسة يسبّب اضطرابًا وحزنًا وهذا يتجلّى بآية "فوقفا حزينين" (لو24: 17).

وأضاف الخوري كرم: "كلّ وقت نجتمع ونتشارك في حديث روحيّ، يكون الرّبّ يسوع في الوسط."وبينما هما يتحدّثان ويتجادلان، دنا منهما يسوع نفسه ومشى معهما" (لو24: 15).

وتابع: "إنّ حضور يسوع خفيّ ومستتر، فهو يُدخلنا في حوار روحيّ يدفعنا إلى الغوص في كلمة الرّبّ، "ولكن أعينهما عميت عن معرفته" (لو24: 16).
وإستطرد الخوري كرم قائلًا: "لا يمكننا فهم الكتاب المقدّس إلاّ بالمعونة الإلهيّة، إنّنا بحاجة للإنفتاح للعلم المفاض من السّماء، الرّبّ يسوع الحيّ والقائم من الموت حاضر بأزاء كلّ مؤمن ليفسّر ويشرح الكتب ويفتح الأذهان لكي نكتشف التّدبير الإلهيّ: "وشرح لهما ما جاء عنه في جميع الكتب المقدّسة، من موسى إلى سائر الأنبياء" (لو24: 27).
وعن آية الإفخارستيّا التي حصلت قال الخوري كرم: "الإفخارستيّا ذروة اللّقاء مع الرّبّ، عند كسر الخبز تنفتح العيون، تخفق القلوب وندخل في علاقة شخصيّة مع المعلّم الإلهيّ. الإفخارستيّا ينبوع التّجدّد، ننمو في الولادة الجديدة ونعبر باستمرار إلى بنوّة الآب السّماويّ. عندما نمرّ في خبرة اختفاء وصمت الله، ندرك جيدًا أنّ الرّبّ لم يتوارى إلى مكان بعيد، لكنّه سكن في قلوبنا: "ولما جلسوا للطّعام، أخذ يسوع خبزًا وبارك وكسره وناولهما. فانفتحت عيونهما وعرفاه، ولكنّه توارى عن أنظارهما" (لو24: 30- 31).
وشدّد الخوري كرم على أنّ "اللّقاء مع الرّبّ يبدّد المخاوف ويوجّه المؤمن للعودة إلى الشّركة مع الجماعة، جاعلًا إيّاه رسولًا شاهدًا للحقيقة ومعلنًا بشرى الفرح: "وقاما في الحال ورجعا إلى أورشليم، فوجدا الرّسل الأحد عشر ورفاقهم مجتمعين... فأخبراهم بما حدث في الطّريق، وكيف عرفا يسوع عند كسر الخبز" (لو24: 33- 35).
وإختتم الخوري كرم حديثه الرّوحيّ بعبرة للعيش متسائلًا: "هل تمكّنت من بناء صداقة مع كلمة الرّبّ وهل انفتحت لإيحاءات الرّوح القدس من أجل شرح الكلمة؟ ما هي نوعيّة علاقتك مع يسوع الإفخارستيّا؟"