دينيّة
09 كانون الثاني 2022, 08:00

خاصّ– عبّود: إبن الله الوحيد ينزل "كجمرة ملتهبة" في الماء لينقّيه

غلوريا بو خليل
"إنّه الآتي من بعيد الأزمان، من قبل الزّمان وهو سيّد الزّمان. "من البدء" آتٍ، وعينه على خلاص الإنسان خليقته المحبوبة. وبعد أن كان الله سرًّا محجوبًا منذ الدّهور، إذا به اليوم وبالإبن يعتلن للبشريّة جمعاء وعلى لسان يوحنّا المعمدان إلهًا رحومًا أخذ على عاتقه أن يكون حمل الفصح الذّي سيحمل على كتفه خطيئة العالم، فيكون بذلك الكفّارة الحقيقيّة عن آثام البشر أجمعين، مبطلًا بدمه وذبيحة ذاته كلّ عبثيّة ذبائح وتقادم العهد القديم، حيث كانت دماء التّيوس والعجول الّتي ترشّ على المذبح والمصلّين عاجزة عن الإتيان بهذه المغفرة الحقيقيّة على ما يقول بولس الرّسول." بهذه الكلمات التّأمّليّة استهلّ الخوري المساعد في رعيّة مر جرجس في درب عشتار والقدّيسة مريم المجدليّة – المجدل، جوزاف عبّود تأمّله حول اعتلان سرّ المسيح ليوحنّا المعمدان للقدّيس يوحنّا (1/ 29- 34).

وتابع: "هوذا حمل فصح العهد الجديد. هوذا "ابن الله" الوحيد ينزل "كجمرة ملتهبة" في الماء لينقّيه، ولينال سرّ العماد من عبده يوحنّا، فيطهّر مياه المعموديّة، وهو البارّ وغير المحتاج لأن يتعمّد، وقد حداه حبّه وتواضعه العميق ليحني رأسه أمام من أتى بعده وهو "كان قبله" والأقدم منه. وإذا بالرّوح القدس ينزل ويستقرّ على المسيح المعمَّد، كمرسل من الرّوح بذاته إلى العالم الّذي خلقه، فيجدّد بهذا الرّوح وجه البشريّة الّتي عتقت وناء ظهرها تحت حمل الخطيئة وانتظار الخلاص منذ أجيال وأجيال، وقد  تحقّق الوعد، وأتى الإله الأرض طفلًا فقيرًا في مذود."

وإختتم الخوري عبّود تأمّله مصلّيًا مناجيًا: "فيا أيّها المسيح إلهنا الّذي قدّس مياه المعوديّة بنزوله فيها، قدّسنا وجدّدنا على الدّوام بنين مباركين وإخوة لك، وهبنا نعمة وشجاعة أن نطرح عنّا الإنسان العتيق بخطيئته، ونلبس المسيح فينا إنسانًا جديدًا يستعيد بالنّعمة وبالمعموديّة صورته الأولى في جنّة عدن، صورة الآب فيه ومثاله."