دينيّة
19 حزيران 2019, 07:00

خاصّ- رفقا تدخل بيتها وتستأصل المرض الخبيث!

ريتا كرم
لم تكن تعرف القدّيسة رفقا، ولم تسمع بها حتّى، إلّا أنّ اسمها أضحى اليوم لا يفارق لسانها. إنّها أنطوانيت جرجي شلّيطا الّتي دخلت رفقا الحملاويّة بيتها ولمست قلبها وسكنته للأبد.

 

تُخبر أنطوانيت، بصوت تبدّلت نبرته وتزيّنت بغصّة فرح وإيمان عندما استفاضت بالحديث عن "حبيبة قلبها" القدّيسة رفقا خلال اتّصال خاصّ مع "نورنيوز"، أنّ مرض السّرطان تربّص بها في العام 2012، فاستقرّ في عنقها وصدرها وتحت إبطها حتّى دخلت في مرحلة متقدّمة جدًّا، وطرق الخطر بابها، فأهملت نفسها مستسلمة لهذا الخبيث الغدّار.

وفي أحد الأيّام جاءت أختها تخبرها بأنّها نذرتها للقدّيسة رفقا. أنطوانيت لم تكن تعلم بوجود رفقا ولم تسمع باسمها أساسًا، ولا تعرف مكان ضريحها، إلّا أنّها سلّمت أمرها لشفاعتها وناجتها قائلة: "يا قدّيسة رفقا دخيلك أنا ما إلي غيرك!".

وفيما كانت تستعدّ للنّوم، دخلت أنطوانيت في حالة بين اليقظة والحلم، وشعرت أنّ أبواب منزلها شُرّعت بالكامل، وكأنّ "زهمة هوا قويّة فتّحت البواب عالميلتين"، فخافت صاحبة البيت فما كان إلّا اسم الصّليب على لسانها، وإذا بها ترى امرأة تتدحرج وتدخل من الأبواب وتقف في وسط دارها. تعرّفت أنطوانيت على رفقا فورًا، فركعت بالأرض وصرخت: "يا حبيبتي يا قدّيسة رفقا، إنتِ جاي لعندي متعذبي؟ بدّك تشفيني؟"، فأجابتها رفقا: "نعم"، ورحلت.

بعد فترة، زارت أنطوانيت طبيبها، وأجرت فحوصًا كشفت أنّ المرض قد غاب، فرفقا استأصلت الورم بزيارتها تلك، فما كان من أنطوانيت إلّا أن قصدت دير مار يوسف- جربتا لتشكر رفقا، وصادف أنّه اليوم العاشر من الشّهر، أيّ اليوم الّذي يخصّصه الدّير ليحيي ذكرى تقديس رفقا من خلال مسيرة صلاة وقدّاس، الأمر الّذي كانت أنطوانيت تجهله أيضًا. فدخلت يومها الكنيسة وشاركت بالقدّاس وتقدّمت من سرّ الاعتراف، وتناولت القربان المقدّس وسارت بالمسيرة الّتي كانت مخصّصة يومها للصّلاة على نيّة مرضى السّرطان.

عانت أنطوانيت خلال المسيرة من صعوبة في المشي، فكان أولادها يمسكون بها، إلّا أنّها شعرت فجأة بـ"شيء عظيم يمشي بجسمها"، وإذا بها تشمّ رائحة جميلة، وصفتها برائحة المجد والعنبر، ففتحت عينيها وسألت أولادها إن كانوا يشعرون بالأمر نفسه، إلّا أنّ جوابهم كشف أنّها الوحيدة الّتي ذاقت حلاوة تلك اللّحظة، والوحيدة الّتي أحسّت بلمسة القدّيسة رفقا، وتابعت من بعدها المسيرة من دون أيّ معاناة أو مشكلة بالمشي.

وها هي اليوم، بعد مرور سبع سنوات، تتابع أنطوانيت شلّيطا مسيرتها في الحياة بصحّة كاملة، بعد أن طردت رفقا عنها شرّ ذاك المرض بأعجوبة أقرّ بها الطّبيب وسجّلتها في دير مار يوسف- جربتا. وها هي تواظب لغاية اليوم على المشاركة في مسيرة الصّلاة شهريًّا في جربتا، شاكرة  في كلّ مرّة القدّيسة رفقا على شفاعتها.