خاصّ- رفضت العلاج وقالت: "إذا لم أنل الشّفاء منه فتكون عيني هديّة له!"
وتقول الشّهادة إنّ ليا إيشو منصور الكلدانيّة العراقيّة الأصل، هاجرت إلى تورنتو- كندا في العام 2007، وهي أمّ لـ11 ولدًا تكاد- في غربتها- تعانق القرن من العمر، أصابها الخبيث في جلدها لكنّها رفضت العلاج.
وفي التّفاصيل، تخبر ابنتها فيرجين أنّ ندبة صغيرة ظهرت على خدّ والدتها من الجهة اليمنى، ندبة راحت تكبر يومًا بعد يوم حتّى غطّت جفنها، من دون أن تعاني من أيّ نوع من الألم، إلّا أنّ مراجعة الطّبيب كانت ضروريّة. هذا الأمر رفضته ليا بشكل تامّ قاطعة الطّريق أمام أيّ تدخّل طبّيّ، مردّدة: "الرّبّ أعطاني من العمر 100 سنة، فإذا كان سيشفيني فأنا أؤمن بمشيئته وبشفاعة مار شربل، وإذا لم أنل الشّفاء منه فتكون عيني هديّة له!".
أمام هذا الموقف، ما كان من فيرجين إلّا أن أخذت صورًا لندبة والدتها وعرضتها على طبيب متخصّص في تورنتو، فكان تشخيصه: سرطان جلديّ يصعب علاجه بسبب تقدّم ليا بالسّنّ، وبالتّالي لا يمكن إجراء أيّ عمليّة جراحيّة ولا إخضاعها لأيّ علاج كيميائيّ.
هذا الواقع المرّ والحقيقة الصّعبة دفعا العائلة إلى الصّلاة واللّجوء إلى "طبيب السّماء"، فأرسلت فيرجين صورة والدتها إلى محبسة مار بطرس وبولس في عنّايا، عن طريق صديقتها الرّاهبة الّتي تدرس في لبنان، وحملت الأخيرة الصّورة إلى سكون محبسة عنّايا وسلّمت صاحبتها إلى شفاعة ناسكها.
وفي اللّيلة نفسها، حدث أمر عجيب لليا، إذ "تفتّت الورم من خدّها، وتناثر المرض على فراشها، وامتلأت ثيابها بالدّمّ وكذلك فراشها"، فسألت فيرجين أمّها في تلك اللّحظة عمّا حدث معها، فأجابتها: "لم ألمسها ولكن شعرت بيد تلمسها ولم تكن يدي"، واختفت النّدبة من بعدها بشكل عجائبيّ، وكانت الرّزنامة تشير إلى اليوم السّابع عشر من أيّار/ مايو 2019.
ليا الّتي استعدّت أن تقدّم عينها هديّة للرّبّ، نالت أكبر هديّة من السّماء وشُفيت من مرضها بلمسة من يد مار شربل. ولتقدّمها بالسّنّ لم تستطع السّفر إلى لبنان وزيارة شفيعها في عنّايا، فحمّلت كلّ الشّكر لابنتها فيرجين الّتي قطعت المسافة بين كندا ولبنان، وقصدت بقلب مفعم بالإيمان والتّأثّر دير مار مارون، وسجّلت الأعجوبة في 22 حزيران/ يونيو 2019، قبل أن تعود إلى كندا محمّلة بالبركات والنّعم اللّامتناهية.