خاصّ- بعد أن توقّف نبض الجنين ها هو يعود إلى الحياة!

وفي التّفاصيل، أنعم الله على دولّي جرجي كتّورة بنعمة مشاركته الخلق، فحملت بعد أن أجهضت مرّتين، وازدانت حياتها بفرحة عارمة سببها هذا الجنين الّذي راح يتكوّن في داخلها. وفيما كانت الأمّ لا تزال في شهرها الأوّل، قصدت الطّبيب النّسائيّ من أجل إجراء صورة للموجات فوق الصّوتيّة (Echographie)، وإذا بالنّتيجة تكشف نموًّا بطيئًا للجنين، ما دفع الطّبيب إلى طلب إعادة الصّورة بعد 7 أيّام.

وفي اليوم السّابع، شكّلت النّتيجة صدمة جديدة للزّوجين، فتشخيص الطّبيب كشف عن موت الجنين منذ 3 أسابيع، وعن ضرورة إجراء عمليّة إجهاض حفاظًا على حياة الأمّ.

أمام هذه الفاجعة، أخذت دولّي من الطّبيب تقريرًا مفصّلاً عن حالتها، وقصدت منزلها وكلّها رجاء أنّ أعجوبة ستحصل، فراحت تصلّي مع زوجها من دون توقّف لمار شربل وتدهن بطنها بزيته المقدّس وتباركه بصورته طالبة شفاعته، آملة أن تتحقّق الأعجوبة قبل موعد العمليّة.

وبعد نحو أسبوعين، وقبل ليلة من الموعد المقرّر، حلمت دولّي بقيّم دير مار مارون- عنّايا الأب لويس مطر يبتسم لها ويعطيها الصّليب لتقبّله، من دون أن تتعرّف إلى هويّة الكاهن الّذي رأته في الحلم، لكنّها اعتبرت هذا الحلم إشارة.

وفي اليوم التّالي، قصدت المستشفى من أجل العمليّة، لكنّ صورة واحدة كانت كفيلة أن توقفها. فقبل دخول العمليّة أجرى طبيب آجر صورة للجنين، وإذا بالأخير ينبض حياة ويظهر مؤشّرات الحمل الطّبيعيّ.

هكذا عاد الفرح إلى قلب دولّي وزوجها، فرح عزّزه إيمان كبير قادر أن يزيح الجبال. هذا الأمر حمل دولّي وقادها وإخوتها، في 12 تمّوز/ يوليو 2019، إلى دير مار مارون- عنّايا. هناك دفعها شعور داخليّ إلى البحث عن الأب لويس مطر رغبة منها بالتّأكّد من هويّة من رأتها في الحلم. وما أن واستدلّت على مكتبه، حتّى دخلت ووقفت أمامه وهي ترتجف مدركة أنّ من رأته في الحلم كان الأب مطر نفسه، فأخبرته عن حالتها وحلمها وقدّمت إليه التّقارير الطّبّيّة، فما كان من القيّم إلّا أن جزم أنّ ما حدث معها كان أعجوبة بشفاعة مار شربل، فأضافها إلى سجلّ الأعاجيب.

وها هي دولّي تتابع اليوم حياتها بشكل طبيعيّ، وقد أكملت شهرها الثّالث ببركة قدّيس عنّايا، وهي تنتظر أن تلتقي بفلذة كبدها بعد أشهر قليلة نصلّي أن تتمّمها بخير.