دينيّة
16 أيلول 2017, 13:00

خاصّ- بشفاعة رفقا.. رفقا أبصرت النّور وتيريزا عادت إلى الحياة

تمارا شقير
هي ابنة حملايا، قدّيسة لبنان وعروس المسيح الّتي لا تبخل أبدًا بفيض نعمها المقدّسة على متضرّعيها.. هي رسولة الألم، وشفيعة البشريّة المتألّمة الّتي حملت صليب المسيح بتقوى وإيمان فتربّعت على عرش القداسة.

 

تُسجّل القدّيسة رفقا أعاجيب روحيّة وجسديّة كثيرة، ولكن النّعمة الذّهبيّة هي تلك الّتي أفاضتها على عائلة بولين ودوري سركيس، فهي لم تكتفِ بتسجيل أعجوبة واحدة فحسب، بل كانت أعجوبة مضاعفة فأعادت الحياة إلى طفلة كانت قد أبصرت النّور بشفاعتها.

تُخبر بولين سركيس في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ أنّها زارت خلال ثماني سنوات ونصف أطبّاء كثر وخضعت لعمليّتين لتنظيف الرّحم، وأربع محاولات حمل عن طريق طفل الأنبوب، إلّا أنّ كلّ المحاولات باءت بالفشل.

ولكن في طريق عودتها إلى بيتها الكائن في كفيفان بعد زيارتها الأخيرة لطبيبها المعالج الّذي أكّد استحالة حملها، توجّهت سركيس إلى ضريح القدّيسة رفقا- جربتا طالبةً منها إشارة تؤكد لها أنّها سترزق بطفل.

سرعان ما استجابت القدّيسة رفقا لبولين. ففي اللّيلة نفسها، ظهرت لها في الحلم وقالت لها: "معكي توم بنات، رفقا وتيريزا".

بعد ذلك، زارت بولين وزوجها طبيبًا جديدًا وخضعت لمحاولة الحمل عن طريق الأنبوب، إلّا أنّ الطّبيب لم يحدّد نسبة النّجاح. ولكن القدّيسة رفقا تغلّبت على الطّبّ وأنعمت على بولين بشعور الأمومة فكان كما قالت وحملت بتوأم بنات: رفقا وتيريزا.

أنجبت بولين طفلتيها في شهرها السّابع، وأدخلت المولودتان إلى الحاضنة- couveuse حيث بقيت رفقا 40 يومًا وتيريزا 83 يومًا.

حالة تيريزا الصّحّية كانت تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ووزنها لم يتعدّ الكيلو و900 غرامٍ. أمّا الكارثة فكانت يوم خرجت من المستشفى وتوجّهت إلى منزلها، كارثة سرعان ما تحوّلت، بشفاعة القدّيسة رفقا، إلى نعمة.

 

سمعت بولين سعال تيريزا الّتي كانت تغفو في فراشها، فذهبت لتطمئن عليها وإذا بها تتفاجأ بلونها الأسود. وبعد محاولات إسعاف عديدة دامت 18 دقيقة، لفظت تيريزا أنفاسها الأخيرة.

حزن قلب الأمّ ولم تتردّد في معاتبة القدّيسة رفقا قائلة: "ليش عطيتيني ياها وأخدتيها؟"، وتوجّهت بعدها برفقة زوجها إلى مستشفى سيّدة المعونات في جبيل. وعند مرورهما أمام تمثال القدّيسة رفقا، استعادت تيريزا أنفاسها فجأة وبدأت بالبكاء، فكانت الأعجوبة: القدّيسة رفقا تنفح الحياة في قلب تيريزا من جديد.

في المستشفى خضعت الطّفلة لكلّ الفحوص الطّبّيّة الّتي أكّدت نتائجها أنّ صحّتها بحالة ممتازة.

تبلغ اليوم كلّ من رفقا وتيريزا ثلاث سنوات، وهما تعيشان حياتهما بشكل طبيعيّ من دون أيّة مشاكل صحّيّة.

لم تنسَ بولين فضل القدّيسة رفقا عليها فها هي تربّي ابنتيها على تكريم شفيعة العائلة وهما تكنّان لها محبّة لامتناهيّة، وتشهدان أنّ السّماء مفتوحة دومًا لكلّ طالب نعمة.