دينيّة
24 آذار 2019, 08:00

خاصّ- المغفرة مفيدة للصّحّة!

غلوريا بو خليل
تتناول الكنيسة في منتصف آحاد الصّوم مثل الإبن الشّاطر للقدّيس لوقا (15 / 11 - 32) للتّأكيد على أنّ زمن الصّوم هو زمن التّوبة والمصالحة وقبول الآخر بمحبّة. إنطلاقًا من هذه المبادىء، وللإضاءة عليها وللتّعمّق بأبعادها الرّوحيّة والإنسانيّة كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حوار مع كاهن رعيّة مار جرجس ومار ساسين - بيت مري الخوري بيار الشّماليّ الّذي ركّز على ضرورة المغفرة.

 

إستهلّ الخوري الشّماليّ حديثه قائلًا: "في زمن الصّوم المبارك، وفي أحد الإبن الشّاطر، نتأمّل بضرورة الغفران وفوائده، ليس من النّاحية الرّوحيّة فقط، بل إنّما أيضًا من النّاحية الصّحّيّة. ليس غريبًا ما نقوله، ولسنا نتكلّم عن غفران الله لنا فقط، بل نتكلّم أيضًا عن المغفرة والمسامحة التي نعيشها نحن تجاه الآخرين الذين قد أساؤوا إلينا. عندما نغفر فإنّنا بذلك ننال مغفرة الله الذي يغفر لنا كما نحن نغفر. ولكن من ناحية أخرى فإنّنا نُخرج من ذواتنا مشاعر سلبيّة من شأنها أن تؤثّر على سلامة صحّتنا. غالبًا ما نلاحظ كم أنّ الغضب والحقد يؤثّران على راحتنا ويدخلانِنا في أنفاق مظلمة، فيزداد التّوتر فينا لدرجة تتأثّر بها أجسادنا. وما أكثر الأشخاص الذين عاشوا فرحًا وراحةً لا يوصفان نتيجة المسامحة والغفران للّذين أساؤوا إليهم. إنّ المسامحة تخفّف فينا الغضب والقلق والمشاعر السّلبيّة. وهذا يُضفي على حياتنا رونقًا ويزيد من ثقتنا بأنفسنا وتقديرنا لذواتنا.

وأضاف الخوري الشّماليّ: "لذلك، إذا انتقلنا إلى مستوى إيمانيّ، فإنّنا ندرك بأنّ الغفران بقدر ما هو استقبال لرحمة الله المجّانيّة لنا التي تجلّت على صليب المسيح، فهو في الوقت عيّنه سرّ العطاء الذي نعيشه في رحمتنا ومغفرتنا تجاه من أساء إلينا."

وإختتم كاهن رعيّة بيت مري بالقول: "نحن ننظر إلى خطايانا ونتأسّف ونندم على ما اقترفناه من إثم، ولكنّ عيوننا لن تنفكّ ترى في الوقت عينه رحمة الله لنا التي لا حدّ لها، حيث ينتظرنا دائمًا ليعيد لنا ثوب الأبناء، ويضع في أيدينا خاتمه وفي أرجلنا حذاءً جديدًا لنسير مجدّدًا على طريق الفرح. ولكنّنا لن ننسى أنّ هذا الفرح لكي يستمرّ في حياتنا علينا أن ننقله للآخرين، وذلك عندما نغفر لهم كما هو غفر لنا."