دينيّة
29 أيلول 2019, 07:00

خاصّ- المسحاء الدّجالون وعودة ابن الإنسان

غلوريا بو خليل
"في الأحد الثّالث بعد عيد الصّليب نقرأ في نصّ القدّيس متّى (24/ 23-31) عن ظهور المسحاء الكذبة وانهيار عناصر الطّبيعة، وبعد ذلك ظهور علامة ابن الإنسان". بهذه العبارات استهلّ كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم كلمته الرّوحيّة لموقعنا.

وتابع: "كثيرون يدّعون أنّهم يمتلكون مواهب روحيّة، ووجودهم بكثرة في عالمنا اليوم. لكنّ الشّجرة تُعرَف من ثمارها. إنّهم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة. فهم يستخدمون ضدّ المسيح كلّ وسيلة خداع، مقدّمين آياتٍ وعجائبَ، هي من عمل عدوّ الخير للخداع.
يُحذّرنا الرّبّ من أنّه حتّى الأشرار يقدرون أن يصنعوا معجزات معيّنة لكي يُضلّوا المختارين إنْ أمكن. الأنبياء الكذبة سيقولون أنّ المسيح في البرّية أو في المجامع السّريّة حتّى يضلّوا البشر.
أمّا المسيح فلا يكون مخفيًّا في موقع معيّن، إنّما سيكون حاضرًا في كلّ موقع ومنظورًا أمام الجميع. يشبه مجيء ابن الإنسان بالبرق العلنيّ.
حقًا إنّه لا بدّ لكي يأتي ملكوت المسيح الأبديّ في كمال مجده، أن ينهار هذا العالم الخارجيّ الزّائل، ليتبعه عالم جديد، وعوض الكواكب المنظورة يضيء المسيح نفسه بكونه نور العالم والشّمس الجديدة.
أمام ظهور نور المسيح تظلم الشّمس ولا يعطي القمر ضوءَهُ، وتتساقط نجوم السّماء، إذ أنّ نور المسيح أقوى من نور الشّمس آلاف المرّات.
مجيء ابن الإنسان يتمّ في موكب ملائكيّ تتقدّمه علامة الصّليب، هذا ما يَنشر الفرح في الكنيسة، من أجل قدوم عريسها، فتعيش فرح العرس بأصوات التّسابيح والأهازيج. بينما تحزن جميع قبائل الأرض التي قاومت المسيح ورفضت كلمة الحقّ.
تنوح قبائل الأرض، لأنها في رؤية الصّليب تتحسّر وتحترق وتندم، إذ تفكّر كيف أنها لم تستفِد شيئًا من ثمار فدائه ومن بركة وقوّة الصّليب المقدّس، ولقد صلبت مَن كان يجب أن تعبده.
المؤمنون يفرحون بالمخلّص وغير المؤمنين يرتعبون منه. يأتي السّيّد على السّحاب مظهرًا سلطانه وعظمته. "إرتفع وأخذته سحابة عن أعينهم"(أع 1: 9)، "عندئذٍ قال الملاك: سيأتي كما رأيتموه منطلقًا إلى السّماء."(أع1: 11)
وإختتم الخوري كرم تأمّله بسؤالٍ موجّه لضمير كلٍّ منّا: "هل مجيء الرّبّ في الأزمنة الأخيرة هو مفاجأة لك، أو صار حدثًا يوميًّا وخبرةً كيانيّةً في لقاءٍ شخصيٍّ دائم، مع إله حيّ، من خلال نظام حياتك الرّوحيّة؟".