دينيّة
03 كانون الثاني 2018, 08:00

خاصّ- القدّيسة رفقا تعيد تنظيم "كهرباء قلب" رئيس بلديّة شبطين

ريتا كرم
هي أعادت تنظيم دقّات قلبه الّتي اعتلّت منذ أكثر من 10 سنوات، فعاد يعزف سمفونيّة الحياة على سلّم العافية والصّحّة. أمّا صاحب هذا القلب فهو أرض خصبة يرويها إيمان عظيم قائم على منطق لا يتزعزع أساسه، فاستقبل نعمة رسولة الألم "رفقا" بفرح عظيم، فرح يبثّه اليوم إليكم موقع "نورنيوز" الإخباريّ عبر شهادة حياة رئيس بلديّة شبطين أنطوان عبّود.

 

"كهرباء القلب" هو مرض أنطوان، فهو يروي أنّه ومنذ عقد يعيش مع ارتجاف بُطَينيّ وآخر أُذَينيّ يصيبان عادة عضلة القلب فتصبح دقّاته سريعة وغير منتظمة معرّضة المريض إلى خطر الجلطة. أمّا العلاج فهو عبر مسيّل للدّمّ ودواء خاصّ، وفي حال عدم استجابة القلب، يلجأ الجسم الطّبّيّ إلى صدمات كهربائيّة من أجل إعادة نبضاته إلى طبيعتها؛ وهذا ما خضع له أنطوان مرّتين خلال علاجه بمتابعة من طبيبه الاختصاصيّ في جراحة القلب والصّدر د. صلاح شويري.

كان المريض يتلقّى علاجه في المنزل بإشراف الطّبيب، فيقوم بتخطيط يوميّ للقلب مع تناول الأدوية اللّازمة، وعند الطّوارئ يدخل المستشفى.

في ليلة عيد الغطاس، في 5 ك2/ يناير 2017، وفيما كان يقوم بالتّحضير لإحدى الاحتفالات الميلاديّة الخيريّة، أصابته فجأة النّوبة ليلاً، فشعر بالاختناق ما اضطرّه إلى المغادرة والقيادة باتّجاه منزله في شبطين حيث تولّت زوجته أمره وأسعفته إلى مستشفى سيّدة ماريتيم في جبيل بدون علم أحد من أفراد العائلة سوى والد المريض. هناك وبالتّنسيق مع د. شويري أجرى الطّاقم الطّبّيّ اللّازم لأنطوان في الطّوارئ وعاد إلى المنزل ليرجع صباحًا من أجل متابعة العلاج.

في صبيحة ذاك النّهار، تلقّى أنطوان عبّود اتّصالاً تفقّديًّا من شقيقته ريتا الّتي أرادت الاطمئنان عليه بعد أن رأته في المنام مستلقيًا على سرير في دير مار يوسف- جربتا، وبجانبه راهبة بثوبها الأسود تعتني به في زاوية منعزلة من رواق طويل يعجّ بالمرضى والرّاهبات الملتحفات بأثواب رماديّة. عندما حاولت الاقتراب اكتشفت أنّ ذاك المريض كان أخاها طوني، فهمّت نحوه غير أنّ راهبة أمسكت بذراعها مانعة إيّاها من الذّهاب إلى أخيها قائلة: "أتركي أخاك بين يدي القدّيسة رفقا وهي تهتمّ به"، لتضع تلك الكلمات نهاية للحلم.

وعد أنطوان شقيقته أنّه فور عودته إلى البيت سيزور وإيّاها ضريح رفقا وطلب شفاعتها، لكنّ زوجته وفي طريق العودة أبت أن تصل إلى المنزل قبل أن تقوم بالزّيارة المقدّسة. وهكذا تمّ!

هناك انفتح قلبا الزّوجين على الصّلاة بخشوع وإيمان إلى الرّبّ بشفاعة قدّيسة جربتا، وأنطوان الّذي لم يأتِ ليفرض شروطَا على رفقا خاطبها قائلاً: "أنتِ حملتِ آلام يسوع، وأنا لا مشكلة لديّ إن كان لا بدّ من أن أحمل هذه الآلام أيضًا فسأحملها... "كتّر خيرك! المهمّ تضلّي تفكري فينا!".

عادا أدراجهما وفي جعبتهما تراب مقدّس من ضريح رفقا، وفي قلب الزّوجة نيّة أن تمزجه بالمياه فيتناولها رفيق دربها ليتبارك ويُشفى. بيد أنّه عند العودة لم يقم بشرب الخلطة المقدّسة لا بل انصرف إلى إتمام واجباته.

وفي المساء، أخذ أنطوان استراحة المقاتل، فغفا لربع ساعة في غرفة الجلوس قبل أن يصل ضيوفه وتوقظه عمّته ليستقبلهم، فاستفاق بسرعة موهولاً ما أقلق عائلته لأنّها ممنوعة عنه ردّات الفعل تلك. لكنّ شعورًا استثنائيًّا سكنه عبّر عنه  بكلمتين: "أنا بخير".

لم يفهم الموجودون أنّ هذه العبارة لم تكن لطمأنتهم إنّما لأنّ نعمة حلّت عليه. توجّه إلى غرفته وتناول ميزان الضّغط وكان كلّ شيء يشير إلى أنّه فعلاً "بخير". خبر فاجأ أنطوان وعائلته، فرسم إشارة الصّليب شاكرًا الله على تدخّله بعناية من القدّيسة رفقا.

الشّفاء صادق عليه الطّبيب المعالج د. صلاح شويري، وأنطوان أطلع الأب بول قزّي على تفاصيل النّعمة ودوّنها في سجلّ الدّير، وقلبه الحيّ ينبض اعترافًا بتدخّل رفقا العجائبيّ.

هكذا، بتدخّلها البسيط أعادت رفقا إلى قلب أنطوان عبّود هدوءه، فأصلحت عطل "الكهرباء" الّذي "كَهرَب" حياته ووضعها تحت الخطر مدّة 10 سنوات. واليوم لم يعد نبضه "يتكّ" عمل القلب، ولم يعد بحاجة إلى إمدادات كهربائيّة تنعشه من جديد... الأزمة انتهت والعطل أُصلح بـ"ضربة معلّم"!