دينيّة
31 أيار 2020, 07:00

خاصّ - العنصرة... ولادة جديدة ومواهب كثيرة!

غلوريا بو خليل
في أحد حلول الرّوح القدس على الرّسل بحسب الكنيسة المارونيّة وفي ختام الشّهر المريميّ، كان لموقعنا حديث روحيّ مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم حول إنجيل أحد العنصرة للقدّيس يوحنّا (14/ 15 - 20)، حديث استهلّه مقتبسًا عن النّبيّين يوئيل وحزقيال قولهما: "إنّي أفيض روحي على كلّ بشر فيتنبّأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلامًا ويرى شبّانكم رؤى…" (يوئيل (3/1)، "وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل في أحشائكم روحًا جديدًا وأنزع من لحمكم قلب الحجر، وأعطيكم قلبًا من لحم" (حزقيال 36/26)، مؤكّدًا من خلالهما أنّ "العنصرة هي عيد مجيء الرّوح القدس، إنّه تتميم الوعد".

وتابع كاهن رعيّة بشلّلي شارحًا أنّه "في يوم العنصرة ينزل الرّوح علينا بقوّة. العنصرة هي في الوقت نفسه تتميم وبداية. حياة جديدة انفتح أمام الرّسل، ولكنّهم كانوا متحضّرين. لذا لا يمكننا أن ندخل العنصرة مفاجأةً"، فأوصى "أن نتغذّى من كلّ المواد الرّوحيّة الّتي تقدّمها لنا الأيّام الخمسين بين الفصح والعنصرة على مثال الرّسل. علينا أن نحصل على خبرة المسيح القائم من الموت. علينا أن ننضج."

 

وعند حدث العنصرة ومشهد اجتماعهم في العلّيّة قال كرم: "كانوا كلّهم مجتمعين…، إنّها الكنيسة النّاشئة. كانوا يصلّون مع بعضهم. حياة مشتركة، تلمذة وشرح الكتب، صلاة وكسر الخبز. نجد في ذلك الشّرط الضّروري للحصول على الرّوح القدس"، بالتّالي من الضّروريّ أن "ننسحب في بعض الأوقات من العالم وصخبه، ندخل إلى مخدع نفسنا، هناك علينا أن نصلّي، نتّحد بالإيمان وبالصّلاة مع كلّ الكنيسة، علينا أن نكون "معًا" مع الرّسل ومع أمّ يسوع. فمن يرفض ويجهل سلطة الرّسل ويبتعد عن الحضور الأموميّ لمريم لا يمكنه أن يحصل على الرّوح القدس."

 

ثمّ استرسل  في الوصف وقال: ""في العنصرة حصل ريح شديد" (أع 2/2). الرّوح القدس هو نفخ، هواء نخضع كلّيًّا له ونسمح بأن نندفع من الرّوح مثل يسوع في أيّام حياته على الأرض. فليدفعنا هذا النّفس أينما شاء. حلّ الرّوح القدس بشكل ألسنة ناريّة، لغة الألسن. الوحدة ولغة المحبّة الّتي تفهم من الكلّ. الألسن توزّعت على الكلّ…، مريم، النّساء، الرّسل، الحضور. هناك نجد الحلّ للوحدة في الكنيسة. هذا الاحتلال المفاجئ والكامل للنّفس بأكملها من الرّوح القدس تترافق بقوّة جديدة فائقة الطّبيعة. هنا ندخل في المواهب الفائقة الطّبيعة. الخطر هو تمنّي المواهب بشكل غير منظّم وخطر آخر هو في أهمالها، نسيانها أو اعتبارها من الماضي".


وتابع الخوري روجيه كرم غائصًا في أحداث العنصرة حين "وقف يسوع ورفع صوته وقال: "إن عطش أحد فليُقبل إليّ ومن آمن بي فليشرب، كما ورد في الكتاب: ستجري من جوفه أنهار من الماء الحيّ". وأراد بقوله الرّوح الّذي سيناله المؤمنون به، فلم يكن هناك بعد من روح، لأنّ يسوع لم يكن قد مُجّد".

 

تناول الخوري كرم هذه الآيات للقدّيس يوحنّا (7/37-39 ) ليشرح أنّ "الرّوح يُمنح عندما يختفي يسوع جسديًّا عن العالم والرّوح يُعطى بشرط الإيمان بيسوع."

 

وفي الختام، دعا كاهن رعيّة بشلّلي كلّ مؤمن إلى التّوقّف عند أسئلة ثلاثة في عيد حلول الرّوح القدس: "هل تعمل باستمرار من أجل النّموّ في الولادة الجديدة؟ ما هو دور الرّوح القدس في حياتك، وهل تنقاد له في رسالتك التّبشيريّة؟ هل تتفاعل مع المواهب الرّوحيّة وتستعملها في الخدمة لكي يتمجّد من خلالك الرّبّ؟".