دينيّة
13 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- الخوري نخّول: لنتمسّك بثوابت قيمنا المسيحيّة

نورسات
"أربعاء الآلام أو أربعاء أيّوب، يجمع هذا النّهار المبارك من أسبوع الآلام عـدّة مناسبات. ففي مثل هذا اليوم صدر الحكم على يسوع السَّائر نحو الموت على الصّليب. وفي هذا اليوم نتأمّل مع كنيستنا المارونيّة بأيّوب الرّازح تحت الآلام والصّابر عـليها، وتتمّ فيه مباركة الزّيت في ما يُعـرف برتبة القنديل." بهذا الشّرح اللّيتورجيّ استهلّ خوري رعيّة مار أفرام - كفردبيان الخوري جورج نخّول تأمّله لموقعنا ليضعنا في إطار هذا اليوم المبارك من أسبوع الآلام.

وتابع شارحًا: "تذكّرنا أمّنا الكنيسة أنّ آلام صليبنا يتحوّل مع المسيح إلى جسر عـبور نحو الحياة الحقّة وإلى فرح القيامة. فتقيم كنيستنا المارونيّة رتبة القنديل، وتتمّ مباركة الزّيت، فتُمسح به جباه المؤمنين.

نتزوّد في هذا اليوم نِعَمًا مفعـمةً بالرّجاء، ونتّعـظ من سيرة أيّوب البارّ لنكون، على مثال هذه الشّخصيّة البيبليّة، علامة رضا، ونعمل بمشيئة الرّبّ في شكرِه عـلى نعـمةِ الحياة في حلوها ومرّها.

وما الفتائل السّبع عـلى القنديل الذي يُحتفل به إلّا رمزٌ لعـطايا الرّوح التي تساعـد المرضى والمتألّمين كي يهبهم الرّوح القدس مواهـبه، فـيستدعي الكاهن الرّوح القدس كي يحلَّ، فيبارك الزّيت، ويمسح الكاهن المؤمنين قائلًا "الغـفران لذنوبنا، وترك خطايانا ولصحّة جسدنا ونفسنا".

وما الزّيت في رتبة القنديل سوى علامة إيمانٍ ورجاءٍ بالرّبّ الذي يهَـبنا الصّحّة والسّلام، فيكون لشفاء الرّوح والجسد.

والإنجيل الذي يُتلى عـلى مسامعـنا في هذا اليوم هو نصّ السّامريّ الصّالح (لو10: 25-37) الذي ذكره لوقا الإنجيليّ، والذي يدعـونا فيه يسوع من خلال رجل الشّريعة القلق عـلى مصيره في الآخرة، إلى ممارسة الرّحمة، وتوسيع صلة التّعاون والتّضامن، وتخطّي الرّوح الفئويّة الدّينيّة. ويفاجئنا النّصّ بظهورٍ غـير متوقَّع لرحمة الإنسان السّامريّ الرّهيف الحسّ، ينظر فيختلج قلبه عـلى وقع أنين المتألِّم، ووجع الجريح المتروك بين الحياةِ والموت.

ونحن مدعـوّون، بحكم مسيحيّتنا، إلى أن نتشارك ونتضامن، ونبدي تعاونًا في ما بيننا أمامَ وطأةِ المشقّات الإنسانيّة المؤلمة. فإذا كانَ همّنا ماذا نعـمل للحياة الأبديّة، فإنَّ الجوابَ أتانا بأنَّه يكفي أن تتجسّد المحبّة في أفعالنا لا في أقوالنا فحسب. فلا يكفي أن نسمع عـن المحبّة أو نتكلَّم عـنها ولكنّ الأهمّ أن نعـيـش المحبّة والرّحمة فنجسِّدهما في أعـمالنا ومواقفنا.

لقد وَهَبَنا الرَّبُّ قلبًا طيّبًا، وقيمًا إيمانيّة وفضائلَ إنسانيّة، فما عـلينا اليوم إلّا أن نبلسِمَ فيها جراحات إنسانيّتنا المتألِّمة، ونكون السّند والعـضد لبعـضنا. فالطّيبة والمحبّة هما طريق سعادتنا على الأرض وفي السّماء. لنعـطِ أكثرَ من وقتنا وحياتنا لبضعـنا البعض، ولاسيَّما لإخوتنا الذين يرزحون تحت وطأة التّحدّيات والصّعـوبات الصّحّيّة والاقتصاديّة الصّعـبة."

وشدّد الخوري نخّول في ختام كلمته الرّوحيّة على "أنَّ الرَّبَّ يدعـونا للخروج من عالمِنا الخاصّ، لكي نوسّع مساحات لقاءاتنا، ولكي ننفتح بروحانيّة تقبل التّغـيّرات السّريعة والمفجعة في عالمنا، وبالأخصّ في وطننا الحبيب لبنان. فلْنتمسّك بثوابت قيمنا المسيحيّة ولنجعـل قِـيَم المحبّة والحقّ والسّلام من أولويّات حياتنا الأساسيّة ملبّين نداء القول: "إذهبْ واصنعْ كذلك"(لو37:10). فـعـندئذٍ يكون لنا كلّ الطّوبى والخير ورضا الضّمير والله، ويصحُّ فـينا قوله: "أنتم ملحُ الأرض، أنتم نورُ العالم."(متّى 5/ 13 ـ 14).".