دينيّة
09 تموز 2023, 07:00

خاصّ- الخوري موره: ما هي مميّزات الرّسول الحقيقيّ وملامح الفاعل الحقيقيّ في حقل الرّبّ؟

نورسات
"في الأحد السّابع من زمن العنصرة، نتأمّل في إرسال يسوع للتّلاميذ الإثنين والسّبعين الذين دعاهم ليهيّئوا له الطّريق... فنكتشف مجدّدًا أنّ الرّبّ يدعو كلًّا منّا، كرسول وفاعل في كرمه، إلى التّخلّي عن كيس همومه وزاد الخوف والخجل والحذاء العالق فيه، أيّ التّعليم المضلّل، وإلى التّحلّي بكيس النّعم وزاد القربان للسّير حفاة نحو القريب، حاملًا له بشرى الفرح والحبّ والسّلام. فهل شعرنا يومًا أنّنا مدعوّون لنكون رسلًا وفعلةً في كرم الرّبّ؟ وما هي مميّزات الرّسول الحقيقيّ وملامح الفاعل الحقيقيّ في حقل الرّبّ، بحسب رسالة وإنجيل هذا الأحد؟" بهذه المقدّمة استهلّ خادم رعيّة إهدن - زغرتا والمرشد العامّ للسّجون في لبنان الخوري جان موره تأمّله لموقعنا بحسب إنجيل القدّيس لوقا (10/ 1-7) المعنون "إرسال التّلاميذ الإثنين والسّبعين".

وتابع: "فالرّسول يعرف من دون رسالة توصية، لأنّه لا يحمل سوى قوّة الله، ولا يظهر نفسه أمام النّاس، بل يظهر الله. يعرف أنّه يحمل رسالةً يبلّغها إلى الآخرين، لا يمتلكها أو يتصرّف بها كما يشاء... حتّى القوّة الّتي له هي من الله وليس منه. ويدرك بالتّالي أنّ رسالته، وهي رسالة المسيح، تقتضي خدمة العهد الجديد، خدمةً روحيّةً نابعةً من القلب. كما يعلم أنّ الرّوح هو الذي يحيي ويحرّك، فيخرج من حرفيّة الشّريعة، ليصبح أداةً طيّعةً في يد الله.

أمّا الفاعل الحقيقيّ فهو ليس الزّارع ولا مالك الأرض، ولا هو سيّد الحصاد. إنّما يقتصر دوره على الاعتناء بالزّرع حتّى اليوم الذي يفخر فيه بتقديم حصاد سهره وعنايته وحبّه للسّيّد الذي سيطالبه حتمًا بما ائتمنه عليه. ولذا، لكي ينجح في عمله، عليه أن يتحلّى بالصّفات التّالية:

- أن يكون رجل صلاةٍ على اتّصالٍ دائمٍ بربّه، يطلب إليه يد العون ويقدّم جنى يديه: "أطلبوا إذًا من ربّ الحصاد أن يخرج فعلةً إلى حصاده".

- أن يكون وديعًا كالحمل، مسالمًا ولطيفًا، لا بل حاملًا زرع السّلام ليلقيه في محيطه، صادقًا أمينًا في رسالته، فلا ينقلب إلى ذئبٍ إذا داهمته ذئاب التّجارب: "ها إنّي أرسلكم كالحملان بين الذّئاب". وأن يعرف كيف يتجرّد عن كلّ ما له وعن كلّ ضمانةٍ مادّيّة أو بشريّة: "لا تحملوا كيسًا، ولا زادًا ولا حذاء". وأن يقبل بتواضعٍ عطيّة الرّبّ من خلال الآخرين: "وأقيموا في ذلك البيت تأكلون وتشربون ممّا عندهم لأنّ الفاعل يستحقّ أجرته... كلوا ممّا يقدّم لكم".  

 

وإختتم الخوري موره تأمّله سائلًا: "أيّها الأخوة والأخوات بالرّبّ، هل، نحن اليوم، نرتكز في حياتنا على قوانا الشّخصيّة؟ هل نحاول أن نظهر أنفسنا ونقتل صورة الله الّتي فينا؟ وما هي رسالتنا في هذه الحياة؟ أهي المسيح الّذي نتبعه بروح المحبّة، أم الأشخاص الآخرين الذين نتبعهم بروح الاستزلام والتّبعيّة والمنفعيّة؟ وهل نرتكز أيضًا على الصّلاة كمنبعٍ أساسيّ لعملنا؟ هل نعمل على زرع السّلام في قلوب المحيطين بنا، أم ننسى أنّنا مدعوّون لنعيش بنوّتنا للآب بأن نكون صانعي سلام؟".