دينيّة
25 حزيران 2023, 07:00

خاصّ- الخوري كرم: يحتاج كلّ فرد إلى تدريب عقائديّ ورسوليّ لاتّباع دعوته المسيحيّة

نورسات
"في الآية ١، دعا يسوع تلاميذه الإثني عشر وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النّجسة لطردهم وشفاء كلّ مرض وكلّ عاهة. يصف القدّيس متّى في هذا الفصل كيف قرّر يسوع، من أجل انتشار ملكوت الله الذي افتتحه، أن يؤسّس كنيسة، وهو ما يفعله من خلال إعطاء قوى خاصّة وتدريب لهؤلاء الرّجال الإثني عشر الذين هم خدّام الرّبّ". بهذه المقدّمة استهلّ الخوري الكاهن المتفرّغ لصلاة الشّفاء في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله لموقعنا بحسب القدّيس متّى (10/ 1 -7) في الأحد الخامس من زمن العنصرة المعنون "دعوة الرُّسل".

وتابع: "بعد أن كشف عن نيّته في تأسيس الكنيسة باختياره الإثني عشر (الآيات 1-4)، أظهر في المقطع الحاليّ أنّه ينوي البدء في تدريب هؤلاء الرّسل الأوائل. بعبارة أخرى، بدأ منذ وقت مبكر في خدمته العامّة بوضع أسس كنيسته.  

يحتاج كلّ فرد إلى تدريب عقائديّ ورسوليّ لاتّباع دعوته المسيحيّة.

على الكنيسة واجب التّعليم، وعلى المؤمنين واجب مصيريّ وضميريّ أن يتبنّوا ويتّبعوا تعليم الكنيسة.

لذلك، يجب على كلّ مسيحيّ الاستفادة من تسهيلات التّدريب التي تقدّمها له الكنيسة، والتي تختلف وفقًا لظروف كلّ شخص.

(5) أرسل يسوع هؤلاء الإثني عشر بعد أن أمرهم بذلك، "لا تذهبوا إلى منطقة وثنيّة ولا تدخلوا بلدة سامريّة. (6) بالأحرى اذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل الضّالّة.

أعطى الله في خطّته للخلاص وعودًا معيّنة (لإبراهيم والآباء البطاركة)، وعهدًا وشريعة (شريعة موسى)، وأرسل الأنبياء. سيولد المسيح في هذا الشّعب المختار: وهو ما يفسّر سبب التّبشير بالمسيا وملكوت الله أوّلًا إلى بيت إسرائيل، قبل التّبشير بالأمم.

لذلك، في بداية تدريبهم المهنيّ، حصر يسوع مجال نشاط الرّسل لليهود، من دون أن يأخذ هذا من النّطاق العالميّ لرسالة الكنيسة.

كما سنرى، بعد ذلك بوقت طويل أوصاهما بأن "يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم" (متّى 28/ 19)؛ "إذهبوا إلى العالم كلّه واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها" (مر ١٦/ ١٥).

كان الرّسل أيضًا، في الأيّام الأولى لانتشار الكنيسة، يبحثون عادةً عن الجالية اليهوديّة في أيّ مدينة جديدة يدخلونها، ويكرزون لهم أوّلًا (راجع أعمال الرّسل 13/ 46).

في الآية (٧) يطلب يسوع أن يرفعوا هذا الإعلان: "ملكوت السّماوات اقترب". في السّابق، عندما تحدّث الأنبياء عن أوقات المسيح، استخدموا صورًا تناسب عدم النّضج الرّوحيّ للنّاس. الآن، عندما أرسل يسوع رسله ليعلنوا أنّ ملكوت الله الموعود بات وشيكًا، يؤكّد على البعد الرّوحيّ له.

نرى أنّ يسوع الذي يمارس القوى المسيانيّة في تتميم الآيات والمعجزات، يمنح المواهب لتلاميذه كدليل على أنّ رسالته هي إلهيّة (أش 35/ 5-6 ؛ 40/ 9 ؛ 52/ 7)

 

وإختتم الخوري كرم تأمّله بعبرة للعيش سائلًا مصلّيًا: "هل تعلم أنّك كمسيحيّ معمّد وممسوح بالميرون قد منحت مواهب روحيّة من أجل خصوبة العطاء؟ هل تعلم أنّ السّلطان المعطى لك يجعلك مدججًا بالسّلاح من أجل هدم أبواب الجحيم وبناء ملكوت الله؟ هل تعلم أنّ الرّبّ قد منحك قوّة من العلاء وبقدر الخدمة ستعطى بفيض؟ هل تعلم أنّ ما يمنحك الله إيّاه من هبات هو ملك لشعب الله؟ هل تعلم أنّ الخطيئة هي الإمساك عن العطاء؟ نعم يا ربّ، اجعلنا بفضل شعلة الرّوح القدس التي تجعل قلوبنا تخفق، أن ننطلق ونشهد بصوت صارخ: توبوا واعتمدوا أنّ ملكوت الله اقترب!"