خاصّ- الخوري عطالله: "هل شعرت يومًا بأنّك منبوذ...؟"
وتابع: "سمعت المرأة عن يسوع ورأت أنّها إذا استطاعت الاقتراب منه بما يكفي لتلمس ملابسه، يمكنها الشّفاء وهذا ما فعلته. شقّت طريقها بين النّاس، مدّت يدها ولمست طرف ردائه وشفيت على الفور.
في زمن يسوع، كان هناك الكثير من القوانين المتعلّقة بالطّهارة وبالنّجس وكان الدّم من المحرّمات. ولأنّ المرأة كانت نازفة باستمرار، اعتُبرت نجسة ومنبوذة اجتماعيًّا. مع ذلك، تجاهلت الشّرائع وجاءت إلى يسوع. والأكثر من ذلك، تجاهل يسوع للقواعد لأنّه كان أكثر اهتمامًا بإيمانها بدلاً من الالتزام بالقانون.
المثير للاهتمام هو الطّريقة التي اقتربت بها النّازفة من يسوع. ليس كباقي المرضى الذين كانوا يستجدونه، بل وجدت طريقة أكثر غموضًا. لم تكن تريد أن تزعجه ولا تريد لفت الانتباه إلى نفسها. بدلاً من ذلك اقتربت منه ولمست بخلسة طرف عباءته. لكنّ يسوع عندما شعر بها، لم يدفعها فقط للإيمان، بل أيضًا لإعلان إيمانها."
وبأسئلةٍ تضعنا أمام ذواتنا لنغوص بحكمة بمحبّة الرّبّ لنا، اختتم الخوري عطالله تأمّله سائلًا: "هل شعرت يومًا بأنّك منبوذ، رفضك آخرون، واستغلّوك الذين كان من المفترض أن يساعدوك؟
لم يرَ يسوع مخالفة المرأة للقوانين ولا نجاستها بل رأى نقاوة قلبها. وسيفعل الشّيء نفسه معك. قد يكون الأمر أنّك تصلّي وتنتظر يسوع أن يأتي ويشفيك. لكن ماذا لو أرادك أن تسعى وراءه؟ أن تمدّ يدك وتلمسه؟ هل ستفعل ذلك وتُعلن إيمانك؟"