خاصّ- الخوري سلّوم: اليوم بدء لملوكتك!
وتابع مناجيًا: "إجعلنا ربّي اليوم أمناء لك لتعاليمك، أغننا من فيض الحبّ والإيمان.
وإجعل من كلّ يوم تسكنه أنت، يومًا جديدًا، فكلّ يوم هو بدء لملكوتك...
وأنتّ أيّها الطّفل القديم الأيّام تأتي لتسكن هذا العام الجديد.
وكأنّي في مرحلة تحضيريّة لانتقل إلى مسكني الجديد،
عليّ واجب ترتيبه وتنظيمه، ليصبح أهلاً لأن تسكنه الأسابيع الآتية،
ولأحسن استقبال الأحبّة، وأعيش احتفالات المناسبات بفرح الرّوح ونشوة العيد...
فكن يا ربّ نور مسكني الجديد، نور عامي الجديد...
وكلّ يوم سيكون بدء لملكوتك...
نهدي لك في هذا العام الجديد من نحبّ...
نهدي لك في هذا العام الجديد من يصعب علينا أن نحبّهم...
نهدي لك في هذا العام الجديد من يتألّم ويعاني ويعانق الصّليب،
من يحمل في الظّل، وبصمت في أعماق فؤاده جراحات الحياة،
ومن يرزح تحت أثقال الأمراض واللّاعدالة والظّلم والحقد والعنف،
والانقسامات والفردانيّة والوحدة والتّشاؤم والعقم...
تعال يا خالقي وافتد عامي الجديد...
أترقب بدء ملكوتك في هذا اليوم...
لا أطلب في هذا العام نجاحات وحسب،
لا أطلب في هذا العام فشلاً وأنت تسكن أيّامي،
لا أطلب في هذا العام جوابًا عن تساؤلاتي...
كلّ ما أطلبه أن تكرّس قلبي لك، فأقبل في قلبي فيض حبّك.
إقبل حبّي وشغفي، تعبي وأحزاني، أملي وأحلامي، سعيي وجهادي، التزاماتي ومواجهاتي، إقبل غلالي... وحبّي...
أنتظر يوم حبّك، إنّه بدء ملكوتك...
إسمح لي في هذا النّهار أن أقول لك شكرًا:
على النِعم والبركات، على الحبّ والتّضحيات،
على كل ما هو حسن وعلى الانجازات، على كلّ نمو، على كلّ ما هو صالح ومرضيّ...
إسمح لي في هذا النّهار أن أقول لك عفوًا:
عن لامبالاتي، وإهمالي، وكسلي، وفتوري،
عن قساوة قلبي، وانغلاقي، واكتفائي،
عن غربتي وضياعي وغيابي... وأولوياتيّ...
تعال ربّي وبارك عامي وأيّامي، واجعلني معك أبدأ أيّامي،
وإجعل أيّامي بدء ملكوتك...".