دينيّة
17 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- الخوري روكس: لن نذوق طعم القيامة إلّا إذا سهرنا على وحدتنا

نورسات
""إنّه ليس ههنا، فقد قام كما قال" (متّى 28:6)، إنّها صرخة الملائكة وقد أعلنت للمريمات. ترى ما كانت صرخة التّلاميذ؟ والنّساء اللّواتي عاينّ القبر أوّلاً، ترى بما هتفن؟ بهذه المقدّمة استهلّ خوري رعيّة سيّدة الخلاص – عين الرّيحانة جوزف روكس شرحه إنجيل قيامة الرّبّ لموقعنا في صباح هذا اليوم المجيد.

وتابع: "يقول لنا متّى الرّسول "بادرتا إلى التّلاميذ تحملان البشرى" (متّى 28/8)، ولكن أيّ بشرى؟ ويطالعنا لوقا الإنجيليّ "ورجعن من القبر، فأخبرن الأحد عشر والآخرين جميعًا بهذه الأمور كلّها" (لو24: 9)، ومريم المجدليّة قالت للرّسل: "قد رأيت الرّبّ" (يو20: 18)، حتّى أنّ مرقس الإنجيليّ أخبرنا عن النّساء "فخرجن من القبر وهربن، لما أخذهن من الرّعدة والدّهش، ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهنّ كنّ خائفات" (مر 16: 8). وحدها الملائكة التي هتفت بأعلى صوتها: إنّه ليس هنا لقد قام، وسيتبعها لاحقًا تلميذي عمّاوس ليعلنا للتّلاميذ بما حدث لهما في الطّريق وكيف عرفاه عند كسر الخبز هاتفين بعد المناولة "إنّ الرّبّ حقًا قام وتراءى لسمعان" (لو24: 35) إنّها صرخة المناولة. صرخة قربانيّة بعدما انفتحت أعينهما، وقد ولدت بعد كسر الخبز لتولد معها كنيسة القيامة."

وأكمل: "لا يمكننا اليوم أن نصرخ ونشهد لقيامة الرّبّ يسوع ونحن بغربة عن المناولة. بإمكاننا القول إنّه حيّ وأنّه تراءى للرّسل، وأنّ الحجر قد دحرج، إلّا أنّ التّفوّه بكلمة قيامة هي من اختصاص الملائكة وكلّ مؤمن اتّحد بيسوع القربان وتناول يسوع القربان وآمن بكسر الخبز واحتفل بإفخارستيّة يسوع القربان للحياة الأبديّة، حياة القيامة.

هذا العيد هو عيد العائلة، عيد كنيسة العلّيّة. صحيح أنّ التّلاميذ هربوا وتركوا يسوع وخافوا ونكروه، إلّا أنّهم وبعد انتهاء هول الآلام سنجدهم معًا في العلّيّة، في المكان الذي جمعهم فيه يسوع، في آخر مكان كانوا فيه مع يسوع. لقد وجدوا في هذا المكان الإفخارستيّ قوّتهم. بقوا مجتمعين، لم ينفصلوا، لم يتخلّوا عن بعضهم البعض. شجّعوا توما وقد سيطر عليه الشّكّ (يو 20: 19-31)، رافقوا بطرس وقد أراد العودة لصيد السّمك علّه ينسى لحظات الرّعب والخيانة (يو 21: 1- 14).

إنّها العائلة القربانيّة وقد اتّحدت بعد حدث الصّلب الخلاصيّ، وسيتراءى لهم يسوع وهم مجتمعين كعائلة ليعود فيعلّم ويشجّع ويفرح بهم ولهم.

نريد اليوم أن نتعلّم من الرّسل الأطهار: كثيرة هي الشّدائد والمضايق والمشقّات والفتن والمصائب. وإنّما المطلوب واحد أمام هذه الصّعاب: أن نبقى متّحدين ككنيسة، مجتمعين معًا في العلّيّة حيث سنعاين مجد الرّبّ القائم. لن نذوق طعم القيامة إلّا إذا سهرنا على وحدتنا لنكون واحدًا كما أنّ يسوع والآب واحد."

وإختتم الخوري روكس تأمّله قائلًا: "إنّ أروع وأجمل وأقدس ما رأيت في قيامة الرّبّ يسوع مشهد أعاينه كلّ يوم وأحياه بملئه ومنه أتعلّم الكثير وفيه ألتقي دومًا بيسوع القائم وأهتف مع الملائكة بقيامته، مشهد نعاين فيه قيامة الرّبّ يسوع بمؤمن خاشع ساجد القلب في كرسي التّوبة يطلب نعمة القيامة والمغفرة عن خطاياه والسّلام لحياته والمصالحة مع ذاته وقريبه. إنّها القيامة. المسيح قام حقًا قام."