دينيّة
05 كانون الثاني 2023, 14:00

خاصّ- الخوري حلّاق: من أنا إلهي حتّى تذكرني؟

نورسات
عشيّة عيد الغطاس خصّ الخوري معاون في كنيسة مار عبدا وفوقا- بعبدا الأب كريستيان حلّاق موقعنا بتأمّل قلبي، جاء فيه:


ما أعجبك بحبّك يا ربّ، سمعت صراخي من الأعماق، أعماق ظلمتي وخطيئتي، كما سمعت صراخ شعبك من مصر فأعطيتني أن أشبهك وأن أكون صورتك ومثالك! فبدنحك ظهرت بيننا واعتلنت لنا إلهًا متواضعًا، حمل الله الذي لا عيب فيه، جئت تحمل صليب خطايانا الثّقيل، لتعلّمنا أن نتوب فقدّست الماء، رمز الحياة، وأرويتنا من روحك القدّوس، منبع الحياة، وأضحى عزاءً للحزانى، شفاءً للمرضى، توبةً للخطأة، صبرًا جميلًا في الضّيقات والتّجارب.

هو روحك الذي به نناديك "أبا"، هو روحك معطي المواهب والعطايا السّماويّة: "روح الحكمة، المشورة والقوّة، الفهم، المعرفة، التّقوى، العلم ومخافة الله" (أش 11/ 2).

إنّه الرّوح الذي يعلّمنا الصّلاة، فينعش ذهننا وأفكارنا لتمجيدك ومدحك في كلّ آن ومكان

فيا لهذا العزاء وسط كلّ ما أعيشه من آلام، بأن أسمع الآب بذاته يقول لي: "أنت ابني الحبيب، بك رضيت" (لو 3/ 22).

 من أنا إلهي لتجعلني سبب سرورك؟ و"لأنّك عالم بجبلتي أنّني تراب" (مز 103/ 13)، أنعمت عليّ مواهب روحك فأقوى بك على التّجارب فيكون جهادي فرحًا لقلبك حين تنظر محاولاتي الخجولة بأن أكون أمينًا لك.

فيا إنساني العتيق، "قم واستيقظ من نومك ليضىء لك المسيح" (أف 5/ 14). تسلّح بالرّوح الذي أنت هيكله. ما بالك تتلفّت وتتلهّى فتجعل رجاءك بالمخلوقات! هلمّ أيّها العقل البشريّ تلذّذ بعلم الرّبّ فيملؤك فهمًا وحكمةً ولا تتشامخ بحكمتك الأرضيّة ولا تنسى بأنّ "رأس الحكمة مخافة الرّبّ"(سي 1/ 16)".