دينيّة
27 آذار 2023, 05:15

خاصّ- الخوري بومارون: ماذا نريد من يسوع؟

نورسات
في زمن الصّوم المبارك، تأمّل خادم رعيّة سيّدة الزّروع - المعاملتين- جونيه الخوري عزيز بومارون في إنجيل أحد شفاء الأعمى وكتب:

 

"يسافر يسوع وتلاميذه مع حشدٍ من النّاس على الطّريق من أريحا إلى أورشليم في آخر زيارةٍ له قبل أن يسلم. على هذا الطّريق إلى الموت يجلس برطيما، المتسوّل الأعمى الذي ما زال يأمل. سيكون آخر من يطلب الشّفاء من يسوع، وآخر من يصبح من أتباعه قبل أن يسلم...  

عرف الأعمى يسوع بقلبه وبقوّة إيمانه قبل أن يعرفه ببصره، وصرخ بإلحاحٍ: "يا إبن داود ارحمني"... رغم ازدحام الجموع التي حاولت إسكاته تخطّاهم بإيمانه ووصل عند يسوع. توّقف يسوع وقال "أدعوه!". فسكت الجمع مندهشين ومنتظرين ما سيحصل.  

سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك؟" أحبّائي، ألا يعرف يسوع ماذا يريد منه الأعمى؟ بالطّبع يعرف! لكنّ الرّبّ ينتظر أن يسمع منّا ما نريد وما هي حاجتنا هو الذي قال: "إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم". جاوبه برطيما: "رابّوني، أن أبصر"... وماذا فعل يسوع؟ لا شيء! بكلّ بساطةٍ قال للأعمى: "إذهب! إيمانك خلّصك" فأبصر الأعمى وتبع يسوع!

ونحن أحبّائي ماذا نريد من يسوع؟ إذا سألني اليوم ماذا تريد أن أصنع لك؟ هل سأعرف كيف أجاوب حقيقةً بكلّ إيمانٍ وأطلب منه أهمّ عطيّة لخلاصي؟ أم يكون جوابنا مثل يعقوب ويوحنّا إبني زبدى طالبين سلطةً ومجد؟ هل أنا مستعدّ أن أتبع يسوع أم سأتركه في نصف الطّريق؟

نحن جميعًا مدعوّون أن نتبع يسوع، نتلزم بمدرسته، ونتتلمذ له، لكي نسير على طريق هذه الحياة ونصل إلى فرح القيامة، ولا تقف حياتنا عند الموت فقط! هناك مثلٌ شهير يقول: "أعمى يقود أعمى"... نعم اليوم هذا المثل صحيح!  إذا جلسنا على جانب الطّريق، أو وقفنا بين الجموع، أو وجدنا أنفسنا في وسط اضطرابٍ ومشاكلٍ، دعونا نتبع خطوات برطيما الأعمى ولا نملّ ونيأس لنكتشف مشيئة الله وماذا يريد منّا في حياتنا... آمين".