خاصّ- الخوري بومارون: الشّعانين ... تذكيرٌ بالتّرحيبِ بيسوع في قلوبنا واستعدادنا لاتِّباعِه
وتابع: "رَحَّبَ الجموعُ بدخولِ يسوع إلى أورشليم بِحماسٍ وفرح. بعد بُضعةِ أيَّام، كان بعضُ هؤلاءِ الأشخاص بِلا شَكّ جِزءًا من الحشدِ المليء بالكراهيةِ الذي يصرخ "أُصلُبُوه"! حتّى بُطرس، الذي وَعدَ يسوع أنَّه لن يخونَه أبدًا، نكرَهُ بعد ساعاتٍ فقط... كيف يُمكن لشيءٍ رائعٍ أن يأخُذَ مثلَ هذا المُنعطَف القبيح؟ كيف يَحدُثُ ذلك في عالمنا وحياتنا وقلوبنا؟ كيف يُمكن أن تُصبِح هذه الأمورُ الجميلة سَيّئة بهذه السّرعة؟
إنَّ تَتَلمُذنا للمسيحِ ليست دعوةً لقبولِ الإساءات، سواءً كانت جسديَّة أو روحيَّة أو نفسيَّة، ولا أن نؤمن بأنَّنا مثل المسيح في القيامِ بذلك. إنَّها دعوةٌ للتَحدُّث ضِدَّ الإساءات والوقوفِ مع أولئك الذين يَتعَرَّضون للإيذاء. هذا هو طريقُ الصّليب، طريقُ المسيح. لكن لا نَخَفْ، لأنَّ الله مَعونَتَنا، يسوع رَبَّنا والرّوحُ القدسُ قوَّتُنا - قوَّة الحُبِّ وليس العُنف."
وإختتم الخوري بومارون تأمّله قائلًا: "ربَّما بَدأنا هذا الصّومُ الكبير بالتزامٍ راسخٍ بالصّلاةِ بِعُمقٍ أكبر، والصّومُ بإخلاصٍ أكبر، والتَصَّدق بسخاءٍ أكبر. ولكن مع مُرور الأسابيع أصبحتِ الصّلاةُ والصّومُ والعطاءُ أقَلَّ جاذبيةٍ من الجدالِ مع بعضنا البعض حولَ من هو الأعظَمُ بيننا؛ أيَّ وطنٍ وسياسةٍ وأيَّ إيديولوجيّة نُريد!
لا تزالُ هناك حُروبٌ. لا يزالُ هناك لاجِئون. لا تَزالُ هناك عُنصريَّة. الفقراء زادوا وما زالوا معنا. ولكن لأنَّ اسمَ يسوعُ فوقَ كلِّ اسمٍ آخر، لأنَّنا تَنحَني أمامه رُكَبُنا ونَعترفُ به ربَّنا، فإنَّنا سَنُطيعه. سَنَحمِل الصّليب الذي أعطانا إيّاه يسوع. لن نَسيرَ أبدًا مع الحُشود الغاضِبة والعنيفة. نحنُ لسنا مَتروكين ولا خَائفين، بل نَصرُخ بصوتٍ عالٍ: "هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبّ"! آمين."