دينيّة
04 نيسان 2021, 07:00

خاصّ– الخوري الشّماليّ: أنت كُوّنت لتكون لك حياة لا نهاية لها

غلوريا بو خليل
في خضمّ كلّ ما نعيشه من أزمات ووباء وخوف وقلق يأتي عيد الفصح المجيد ليعضدنا ويذكّرنا بأنّنا أبناء الرّجاء والقيامة، فنصرخ بإيمان ثابت معايدين قائلين "المسيح قام! حقًّا قام!". نعم، نحن أبناء الحياة لا الموت، نحن أبناء الرّجاء لا الخوف، نحن أبناء الله الآب الرّحيم والمحبّ للبشر، فلنتشجّع ولنبحث عن الحياة وسط ما نعيشه من موت! هذا ما يحمله لنا هذا الحدث المجيد من قوّة وعزم وإيمان ثابت بربّنا وإلهنا يسوع المسيح المحبّ لنا. ولتبيان هذا الحبّ الاستثنائيّ، وهذا الرّجاء المتميّز، وهذا الحدث الصّارخ، كان لموقعنا حديث روحيّ مع كاهن رعيّة مار جرجس ومار ساسين - بيت مري الخوري بيار الشّماليّ حول إنجيل القدّيس مرقس (16/ 1 – 8) في عيد القيامة المجيدة التي تحتفل به اليوم الطّوائف الغربيّة.

"تتوقّف مقدرتنا البشريّة عاجزةً عن فهم هاتين الآيتين اللّتين يكلّمنا عنهما الإنجيل: عذراء – أمّ وقبر فارغ. إنّهما الحدثان الأساسيّان المذهلان عندما دخل الأزليّ في التّاريخ من دون أن يفجّره وعندما خرج منه من دون أن يتركه. عندما لمست السّماء الأرض وأخذ ابن الإنسان جسدًا في أحشاء العذراء، وعندما لامست الأرض السّماء حيث وجد من جديد وللأبد المسيح القائم مساواته للآب." بهذه العبارات رسم لنا الخوري الشّمالي لوحة تختصر محبّة الله لنا.

وأردف: "إنّه، ومن النّاحية البشريّة، لسهل جدًا تفسير الحياة وربطه بتزاوج البشريّين الذي يعطي الحياة التي تنتهي في قبرٍ، بالموت. غريب أمر الله الذي يفاجئنا بما نعتقد بأنّه من المسلّمات: فالعذراء لا تعطي حياة والميت لا يخرج من قبره. فبأمومة مريم التي بقيت عذراء يقول لنا: "يتوهّم لك أنّك تدرك مصدر الحياة وكأنّها نتيجة لقاء جسديّ بين أهلك؛ هذا صحيح ولكنّه ناقص؛ فالحياة تأتي من الله الذي يحبّك أكثر من حبّ أهلك لك". وأمام القبر الفارغ يقول لنا: "يتراءى لك أنّك تدرك معنى الموت. ظاهريًّا هذا صحيح ولكنّه ناقص. فحياتك تذهب أبعد بكثير من القبر، إنّها تذهب نحو الله الذي يحبّك. فإنّك تدع جسدك القديم في الأرض وأنت كوّنت لتكون لك حياة لا نهاية لها.""

وإختتم كاهن رعيّة بيت مري حديثه قائلًا: "وتبقى علامات قيامته بسيطة، لطيفة، بعيدة عن كلّ الأضواء والبراهين العلميّة اللّافتة. إنّه يعطينا فقط ما يكفي حتّى تتفتّح أعيننا ونتعرّف إليه في حياتنا. هذا ما صنعه الله في تجلّياته أمام تلاميذه بعد قيامته، وهذا ما يستمرّ بصنعه ليومنا هذا. حضوره متكتّم، نظرة، كلمة، حركة بسيطة: وهذا يكفي. هذا القائم من الموت لا يغيّر العالم بل يغيّر الإنسان الذي يؤمن به فيقوم هو بتغيير العالم حوله."