دينيّة
16 تموز 2023, 07:00

خاصّ- الأب ناصيف: "سرّ في درب التّواضع والوداعة، ولا تعلّق رجاءك سوى على يسوع وحده"

نورسات
"يشهد التّاريخ البشريّ على العديد من المؤامرات التي حيكت وتحاك ضدّ الحقّ والعدل وكرامة الإنسان، وأسباب معظمها أنّ القويّ يريد التّحكّم بالضّعيف، وصاحب السّلطان بجمهور الشّعب العامل والكادح، ومستغلّي الأنظمة الدّينيّة والسّياسيّة بمن يَنشُدُ الحرّيّة والتّحرّر". بهذه المقدّمة استهلّ الرّاهب المارونيّ المريميّ الأب جورج ناصيف تأمّله لموقعنا في الأحد الثّامن من زمن العنصرة انطلاقًا من إنجيل القدّيس متّى (12/ 14-21) المعنون "روحانيّة الرّسول".

 

وتابع: "وبنفس المعنى، نرى في إنجيل اليوم، الفريسيّين أصحاب الولاء لنظامٍ دينيّ بات متحجّرًا، يتآمرون ويخطّطون لقتل يسوع الذي بدأ يكشف مواقفهم الشّرّيرة أمام الشّعب المحتشد.

إنّ القلوب المتحجّرة واليابسة، هي قلوب لا تعرف الحوار ولا تتقبّل رأي الآخر، إنّها بالأحرى تعمل دومًا على إبعاد الرّبّ وتغييبه لتفرض سيطرتها الآحاديّة.

لكنّ الرّبّ هو هو، كما دومًا، يُلقي تعليمه كما يلقي الزّارع الحَبَّ في الأرض، وينصرف. فإن كانت الأرض طيّبة، تستقبل الزّرع فينبت، وتعطي ثمرًا. أمّا إذا كانت أرض حجرة، فلن تكون المكان الصّالح للإثمار.

من جهة أخرى، يتّضح لنا يقينًا، أنّ الإتّباع الحقيقيّ ليسوع، لا يكون لأنّه صانع المعجزات والعجائب، بل لأنّه المعلّم السّماويّ، يحمل صفات تتميّز وتختلف عن معلّمي هذا الدّهر، إنّه الحبّ والخلاص.

كم يخطئ الإنسان عندما يُنزل على الله صفات وحدود ومحدوديّة، لا تختلف عن صفاته هو الأرضيّة ورغباته الخاصّة ومقاساته المحدودة.

كم هم كُثُرٌ الذين يفتّشون عن إله يخاصم ويصرخ ويدمّر من لا يرغبون ببقائه. إله يقاصص من يريدون هم أن ينزل فيهم قصاصًا ويكسر من يريدون هم أن يستقووا في وجهه. ما زال العديد يفتّشون عن إله مقياس عدله ميزانهم الرّاجح أبدًا إلى جهة مصلحتهم. ولكن لحسن الحظ أنّ الله لا يسخَّر عاملًا خاصًّا عند أحد."

 

وإختتم الأب ناصيف موجّهًا إيّانا كاتبًا: "وأنا! وأنت! عن أيّ إله نفتّش؟ ها قد تكلّم أشعيا في العهد القديم، وها قد جاء يسوع يعلن صراحة روحانيّة الرّسول المسيحيّ. يدعونا للتّتلمذ على يديه بحسب رغبة قلبه الأقدس. فإن كنت ليسوع ومعه، سرّ في درب التّواضع والوداعة، ولا تعلّق رجاءك سوى عليه هو وحده."