خاصّ– الأب غانم: الخلاص يأتي من فوق بموهبة من الله، وإن كان من خلال الجماعة
"في هذا الأحد الخامس من زمن الصّوم تدعونا الكنيسة للتّأمل بأعجوبة شفاء المخلّع كما وردت في أنجيل القدّيس مرقس (2/ 1 – 12). هذه الأعجوبة تحدّثنا عن شفائين: الأوّل روحيّ "مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك"، والثّاني جسديّ "قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَامْشِ". وكلاهما حدث من خلال أيمان المخلّع الخفيّ وإيمان الجماعة الممثّل بالرّجال الذين حملوه إلى يسوع ليشفيه وينقله بالتّالي من الشّلل وموت الجسد إلى الحياة بالرّوح! ومن هنا يتوجّه يسوع أيضًا بالدّعوة إلينا لنحمل كلّ البشر إِليه في صلاتنا ومحبّتنا وإيماننا لاسيّما مرضانا الذي حلّ بهم اليأس لفقدان الأمل بالشّفاء لكي يشفيهم فلا يحيدوا عن طريق الحقّ ونخسرهم كأعضَاء في جسد المسيح السّرّيّ. نحملهم على غرار إيمان الرجال الأربعة." بهذه الكلمات استهلّ الأب غانم حديثه.
وتابع شارحًا: "إنّ ما قام به هؤلاء الأشخاص كان ربما نتيجة إصغائهم لكلمة الله التي أعلنها يسوع وبشّرّ بها، وتبيّن بالتّالي أنّ الكلمة قادرة أن تشفي المؤمن على كلّ الأصعدة فمن هنا أصبح لهذا الشّفاء دلالة جديدة لبشارة يسوع التي يظهر من خلالها صحّة تعليمه ومصدره الإلهيّ. كما ويدلّ أيضًا على إيمانهم وعلى التّتلمذ على يد المعلّم لأنّهم أدركوا أنّ الإنسان غير قادر أن يشفي نفسه بنفسه وأن يحرّر الآخر من مشاكله وآلامه، بل هو مدعوّ إلى حمله إلى الله، لكي يساعده ليصل إلى الخلاص، فالخلاص يأتي من فوق بموهبة من الله، وإن كان من خلال الجماعة."
أمّا عن موقف علماء الشّريعة فقال: "وأمام تصرّف علماء الشّريعة، يريد مرقس أن يعلن بنوّة يسوع الإلهيّة من خلال قدرته على غفران خطيئة هذا الرّجل وشفائه الدّاخليّ من خلال الشّفاء الخارجيّ. يسوع يعرف ما يفكّرون به في السّرّ، فهذه المعرفة لأفكار القلوب، هي من ميزات الخالق وحده، والتي تبين أيضًا هويّة يسوع الإلهيّة."
وإختتم الأب غانم حديثه الرّوحيّ قائلًا: "إخوتي، إنّ الكسيح بعد أن ناداه يسوع "يا بنيّ"، حمل الإيمان إلى الجماعة فمجّدوا الله". كذلك الكنيسة تحملنا نحن أيضًا نحو الله ليهبنا الشّفاء. عائلتنا، أصدقاؤنا، رفاق عملنا، هم كلّهم أصدقاء على غرار من حملوا الكسيح يمكنهم أن يحملوني إلى المسيح إن سمحت لهم بمساعدتي، بحمل سريري والسّير نحو يسوع، ليضعوني أمامه فأنال الشّفاء."