دينيّة
14 أيلول 2022, 07:00

خاصّ- الأب عبد السّاتر: في الصّليب سرّ الخلاص

نورسات
لمناسبة عيد ارتفاع صليب سيّدنا يسوع المسيح، خصّ رئيس دير مار أشعيا الأب جوزف عبد السّاتر الأنطونيّ موقعنا بتأمّل تحت عنوان "الصّليب هو سرّ الخلاص"، جاء فيه:

"يكشف يسوع لي، من خلال صليبه، صورة الله الذي يخلّص الإنسان في مسيرته مع الإنسان. ليس إله القضاء والقدر الذي يعمل من السّماء، ولا الإله القويّ الذي يعمل من دون الإنسان، ولا الإله الشّفوق الذي يستر أو يتجاهل أو يتعامى عن خطيئة الإنسان، إنّه الإله مع الإنسان. يريدك أن تخرج من موتك ويكون معك في الموت، ويخرج وإيّاك أنت، ولأنّه محبّة، ولأنّه دخل في سرّ ألمك سيخرج من ألمك لكي تتعافى وإلّا بقيت أنت.

أحيانًا كثيرة اتّكالنا على الله هو اتّكال خاطئ، هذه الاتّكاليّة، التي لم تفهم أنّ العلاقة مع الله هي علاقة حوار ومعيّة "بدّك تحطّ إيدك بإيدو". لا تستطيع أن تكون جامدًا، وهذا معنى كلمة يسوع: "من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني".

من قال إنّ المسيحيّة هي هرب وجبن وخمول، لكنّ المسيحيّة أيضًا ليست وعدًا في الهواء، وليست رجاءً من هذه الرّجاءات الكاذبة التي يَعِدون بها سلاطين هذا العالم، "مشي ورايي وبتشوف وين بوصّلك". يسوع يقول اتبعني، ولكنّه لم يقل اتبعني إلّا بعد التّجسّد، لم يقل اتبعني من وراء المنبر، لم يقل اتبعني عن عرش أو من سمائه، قال اتبعني على جبل ومن المنحدر، على شاطئ البحر، وفي البرّيّة وفي الأمواج العاصفة، وفي سكون اللّيل، وفي حرّ النّهار وفي جوع الإنسان، هناك قال اتبعني. قال اتبعني بعدما دخل في قلب معركتي من داخلها وليس من الخارج، ومن هنا ينبع الرّجاء المسيحيّ الحقّ. من أعلى الصّليب قال لي: "هذه أمّك خذها إلى بيتك واتبعني بمعيّتها".

رجائي هو بيسوع المسيح، رجائي هو أيضًا فيّ. عملي لم يعد عملًا فائضًا أو زيادة بل أصبح عملي وعمل الله عَمَلين بعمل. ولكن ظلّا عملين، وأنا لا أزال أنا".