خاصّ- الأب عبدالله: لنثق بحبّ إلهنا ولنصمت عن أفكارنا وأفكار الدّنيا الفارغة
وتابع: "إنّه الوقت الذي سيتحقّق فيه عمل الله من جديد في المولود الجديد، لذا لا بدّ للإسم أن يحمل الهويّة، كما حملها الوالدين في اسمهما. فماذا عساه يكون هذا الـ"يوحنّا"؟
إذا سُمّي الطّفل زكريّا على اسم والده، سيكون إنّ الله تذكّر من جديد، وإذا قبِل زكريّا بهذا الاسم فهذا يعني أنّه لا يزال بعيدًا عن فهم قدرة الله وعمله في حياة المولود الجديد وكأنّ الله لا يزال يبرح مكانه في عمل الخلاص. ولكنّ حالة الصّمت الذي وضع فيها الملاك زكريّا حينما شكّك بقدرة الله وتدخّله، وهو الكاهن الذي قرأ مرارًا وتكرارًا عمل الله في حياة إبراهيم وسارة وغيرهما... سمحت له أن يغوص في الإيمان أكثر، فيفهم أنّ الله لم يتذكّر فقط وعوده لشعبه، بل ها هو يفي بقسمه بأنّ يتحنّن على البشريّة ويكون هذا الحنان هو صوت صارخ في البرّيّة يوصي بالتّوبة استعدادًا للدّخول في علاقة الحبّ الحقيقيّة مع العمّانوئيل، فأخذ لوحًا وكتب: "يوحنّا".
نعم، عين الإيمان أوسع من عين العقل، فهي ترى أبعد من الملموس والمعروف والمعتاد والمكشوف... فتفتح الأفواه لتسبيح الله على نعمه وحضوره العجيب كما فتحت فم زكريّا، وتشكر الله على حكمته وتوقيته وتدخّله المقدّس، وتجعل من الصّمت لغة تُطفئ ضجيج النّاس والمجتمعات والتّقاليد والعادات، لتنفتح على الله، وفقط على الله ومشيئته، التي تتجلّى بيننا كلّ يوم كما تجلّت بين يدي أليصابات، وستتجلّى بين يديّ مريم العذراء، كلمات ملموسة لحنان الله وحبّه لنا."
وإختتم الأب عبدالله تأمّله موصيًا: "فلنثق بحبّ إلهنا، ولنصمت عن أفكارنا وأفكار الدّنيا الفارغة، ولنكتب بلغة القلب حنان الله وحبّه لنستحق أن نفتح أفواهنا للبشارة والتّسبيح، آمين."