خاصّ- الأب عبدالله: أمراضنا كثيرة، ولا تشفيها إلّا لمسة يسوع المسيح
"هو الله يتخطّى خوف الجموع وأسوار المنطق البشريّ ليلمس عمق أمراضنا في مضاجعها الدّفينة. هذا هو مشهد اللّقاء بين يسوع والأبرص." بهذه الكلمات استهلّ الأب عبدالله حديثه لموقعنا، وأردف قائلًا: "لقد كان مرض البرص بحسب اعتقاد اليهود في أيّام يسوع لعنة من الله. وتدعو الشّريعة والمجتمع إلى إقصاء الأبرص عن الجماعة ورميه بعيدًا عن الجميع. وصوت الجرس المعلّق على رقبته يحذّر المقتربين منه ليغيّروا طريقهم عنه ليُترك في وحدته خارج الأسوار خوفًا من انتقال العدوى إليهم. أوليس هذا النّصّ الذي تضعه الكنيسة المارونيّة بين أيدينا في هذا الأحد المبارك صورة لما وصل إليه عالمنا اليوم؟ إنّ أمراضنا كثيرة، ولا تشفيها إلّا لمسة يسوع المسيح الذي يسير إلى عمق صحرائنا وموتنا ليشفينا، إذا ما آمنّا وسألناه هذا الشّفاء."
وتابع قائلًا: "اليوم نعيش في عالم تزداد فيه الخطيئة يومًا بعد يوم، وكما يقول القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني: "إنّ مشكلة العالم أنّه لم يعد يشعر بالخطيئة." نحن يتآكلنا برص الخطيئة وشتّى أنواع العاهات والأمراض وننقله لبعضنا البعض كالعدوى الجّارفة، ونتّهم بعضنا البعض بالنّجاسة والرّجاسة، ونرفض ونرذل ونحكم على بعضنا رافضين قوّة ولمسة الحبّ التي تشفي...".
وإختتم الكاهن المريميّ مؤكّدًا أنّ "يسوع مستعدٌ ليدخل إلى مخادعنا وجروحاتنا وذكرياتنا وحطامنا ليعيد ترميمها من جديد. كلّ ما يريده هو أن نقوم بكلّ حرّيّة وإيمان بطلب الشّفاء، لنكون شركاء بصنع قرار التّغيير والتّحرير، ويده القديرة جاهزة لتصنع العجائب في حياتنا، وكلّ ذلك فقط بلمسة من رجل الأوجاع وحامل العاهات."