خاصّ– أيّ أولاد نُريد؟
إستهلّ الخوري سعاده حديثه بالقول: "إسمه يوحنّا أيّ حنان الله، عنوان رحمة الله ورسول ملك السّلام. الميلاد على الأبواب، الطّفل المولود "يوحنّا" يُبشّر بالآتي بعده وهو أعظم منه، وهو "باب الخراف" (يو10). إنّ تحقيق مواعيد الله في أوانها، أعطي لنا اليوم نبيّ، وهو السّابق وخاتمة العهد القديم، من أبوين طاعنين في السّنّ، زكريّا وأليصابات، رمز القِدم واليباس. ماذا يعني لنا ولد بهذه الحالة؟ عهد؟ نسل؟ أيّ أولاد نُريد؟ أولاد لله، أم للعالم؟ شهود للمسيح، أم لأنفسهم؟ "عالمنا بحاجة إلى شهود" يقول البابا يوحنّا بولس الثّاني. عالمنا اليوم يتخبّط، الحاجة لـ"دالول"، موجّه للنّور: "يوحنّا لم يكن هو النّور بل جاء شاهدًا للنّور... العالم ما عرفه" (يو1/8، 10)."
وتابع الخوري سعاده بصوت صارخ: "ومن أحقّ منك أيّها المسيحيّ المُعاصر، أنت يا من دعاك قائلاً: "أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم". أتى يوحنّا فَرَحًا لزكريّا وأليصابات وللجيران، وماذا عنك بالنّسبة لعالمك؟ أنت قادر على إعطاء نكهة حنان الله، بثباتك بالكرمة الحقيقيّة، فتأخذ ماويّتك ممّن دعاك، منذ إنشاء العالم لتكون "مدحًا لمجده"، صارخًا "لا" لكلّ ما يشوّه الإنسانيّة، ويؤذي المجتمع والعالم بأسره؟"
وإستطرد موضحًا: "أجمع زكريّا وأليصابات على إسم يوحنّا، تحقيقًا لمواعيد الله الخلاصيّة. إنفتاح فم زكريّا وفكّ عقدة لسانه يذكّراننا بشريًّا بانتهاء وقت الحجْر. تعلّم زكريّا الكثير نتيجة صمته، ليس كقصاص، إنّما كطريقة تربويّة تُعبّر عن حُبّ الخالق ورحمته لجبلة يديه لتكتشف دعوتها بالحياة وبعدها. "أيّ ابن لا يُهذّبه أبوه؟" (عب12/7)، فأمام مولد يوحنّا، ما عسى أن يكون هذا الصّبيّ ويد الرّبّ كانت حقًّا معه؟ يد الرّبّ مع أحبّائه، يد الرّبّ أو "يمين الرّبّ ترافق أحبّاءه وهي قديرة قادرة" (خر15/6)."
"إنّها السّاعة وهي الآن حاضرة"، "توبوا لقد اقترب ملكوت الله"، بهاتين الآيتين اختتم كاهن رعيّة سيّدة المعونات في زوق مكايل حديثه الرّوحيّ وشدّد على أن "يكتشف كلّ منّا رحمة الله وسط ما يُشاع حولنا ويُبثّ من أفكار سوداء، تشاؤميّة، وكأن لا معنى للولد، والمستقبل ضبابيًّا ما يتعاكس مع هدف التّحضير للميلاد، تحضيرنا لنقترب من فهم مشروع الله في حياتنا، حيث الثّقة بمحبّة الله ورحمته التي أظهرها الله بيوحنّا "السّابق والمُبشّر"، وبحيث أنّ كلّ ولد من أبنائنا هو رسول لعالم اليوم، وعلامة لانتصار النّور على الظّلمة، ولاكتشاف رحمة الله وحنانه ببعضنا البعض، فنقوى بالمسيح ونتشجّع ونثبت، وينتصر مشروع الله في عهدنا الحاليّ، العهد الجديد."