دينيّة
19 تموز 2020, 07:00

خاصّ– أين أنت من روحانيّة الرّسل؟

غلوريا بو خليل
"زمن العنصرة هو زمن الكنيسة، هو زمن الرّسالة بقيادة الرّوح الذي حلّ على الرّسل في العلّيَّة." بهذه العبارات استهلّ رئيس دير مار سركيس وباخوس إهدن - زغرتا الأب إبراهيم بو راجل الأنطونيّ تأمّله الذي خصّ به موقعنا للأحد الثّامن من زمن العنصرة للقدّيس متّى (١٢/ ١٤- ٢٠).

وتابع شارحًا: "موضوع هذا الأحد في الكنيسة المارونيّة هو "روحانيّة الرّسول"، وهذه الرّوحانيّة تنبع من روحانيّة المعلّم. وإنجيل اليوم يظهر لنا العدائيّة القائمة بين الفرّيسيّين ويسوع. لِمَ هذه العدائيّة؟ هناك أسباب عديدة ومن بينها تعاليم يسوع ومواقفه وأعمال الشّفاء التي كان يقوم بها محبّة بالإنسان، ولأنّ الفرّيسيّين ينظرون بسطحيّة لمفهوم شريعة السّبت، فبالنسبة إليهم السّبت هو يوم راحة، وعلى الإنسان ألّا يقوم بأيّ عمل وبأيّ مجهود نهار السّبت وإلّا يكون قد خالف الوصيّة.".

وأكمل الأب بو راجل مستطردًا: "بالنّسبة ليسوع "السّبت هو للإنسان، وليس الإنسان للسّبت". وعمل الخير ضروريّ حتّى يوم السّبت. فبعد أن شفى يسوع رجلًا يده يابسة في المجمع، خرج الفرّيسيّون فتشاوروا عليه ليُهلكوه. وأمام سعيهم إلى قتله، لم يبادلهم الشّرّ بالشّرّ. ولم يُجِب بروح العداء... بل اختار الابتعاد عنهم ومتابعة عمله الرّسوليّ بروح المحبّة والوداعة والسّلام. ونبؤة أشعيا هي خير دليل على طريقة يسوع السّامية في المواجهة: "لن يماحك ولن يصيح... قصبة مرضوضة لا يكسر... وفتيلة مدخنة لن يُطفئ". لأنّ يسوع يعطي مجالًا للتّغيير. يعطي مجالًا للقصبة المرضوضة لربما تعود وتفرّخ من جديد. ويعطي مجالًا للفتيلة المدخنة لربما تعود وتشتعل. نعم يسوع يعطي مجالًا للفرّيسيّين المتحجّري القلوب. ويعطي مجالًا للخطأة وضعاف النّفوس وصغارها. ويعطي مجالًا لكلّ واحد منّا قد أضاع الطّريق. ويطرح السّؤال علينا: هل نتشبّه به في حياتنا اليوميّة؟ وردّات فعلنا؟ هل هي كردِّ فعل الفرّيسيّين، انتقاميَّة وعدائيّة؟ أم هي ردّات فعل مبنيّة على الصّبر والتّعقّل والحكمة والمحبّة مع إفساح المجال للآخر لإثبات نفسه، متّكلين بذلك على عمل الرّوح في رسالتنا؟"

وتوّج الأب الأنطونيّ تأمّله متوجهًا إلى كلّ مسيحيّ مؤمن قائلًا: "أنت يا من نلت الرّوح القدس في العماد، أنت مدعوٌ اليوم أكثر من أيّ وقت مضى لأن تكون رسولًا في كلّ لحظة من حياتك، وأن تحمل الفرح والرّجاء لكلّ إنسان تلتقيه في حياتك فحينها يعمل الرّوح فيك أعمال المعلّم الإلهيّ يسوع المسيح."