دينيّة
18 تشرين الثاني 2017, 14:00

خاصّ- أثناء عمادها.. رفقا تدخّلت وشفت الطّفلة جويل حبيب

ريتا كرم
هي إبنة حملايا عروس الرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة، هي رفقا الّتي تآخت مع الألم حبًّا ليسوع، وشعّت فرحًا وصبرًا رغم انطفاء النّور من عينيها وتفكّك مفاصلها. هي الّتي لم ترضَ أن يخفت نور طفلة تكاد لم تكمل السّنة الأولى من حياتها، فتدخّلت ووضعت لمستها الشّافية خلال أكثر الأسرار قدسيّة، خلال سرّ العماد.

 

هي قصّة "جويل جورج حبيب"، إبنة الأربع سنوات، من بلدة القريّات- عكّار- الشّاهدة الجديدة على رحمة الله الواسعة، اختارها موقع "نورنيوز" الإخباريّ لتكون علامة رجاء جديدة في قلب كلّ من فقده، في ذكرى إعلان رفقا طوباويّة في 17 ت2/ نوفمبر 1985، وفي اليوم العالميّ للمريض.

داء "الصّدفيّة" هو اسم المرض الّذي أصاب جويل، ظهرت آثاره على جسمها الصّغير وهي في شهرها الثّاني، وقد تمّ التّأكّد منه بعد تسعة أشهر إثر أخذ "خزعة" وفحصها في مستشفى "أوتيل ديو". بقع حمراء أخذت تنتشر مع طبقات من القشور البيضاء السّميكة، وتزيد مع مرور الأيّام يصاحبها ألم وحكّة. خلال تلك الفترة، ضعُفت صحّة جويل الّتي لم تكن تتقبّل لا الطّعام ولا الماء، ولا يستكين ليلها أو نهارها من البكاء الطّويل، في حين تساقط شعرها الكستنائيّ ووَرِم وجهها وجسمها. أدوية عديدة وُصفت لـ"جويل" رجّحت والدتها أن تكون عاملاً إضافيًّا في زيادة الوضع سوءًا. فما كان منها إلّا اللّجوء إلى طبيب السّماء شربل الّذي تحبّه حبًّا كبيرًا، فنذرت ابنتها له وألبستها ثوبه.

في 27 ت1/ أكتوبر 2013، لبست "رفقا- ماريا" المسيح بالمعموديّة، في كنيسة دير مار يوسف- جربتا- ببركة المسؤول عن تسجيل الأعاجيب في الدّير الأب بول قزّي، ونزعت ثوب شربل وارتدت ثوب رفقا مباشرة بعد نوالها سرّ العماد. "جويل" لم تنتظر طويلاً حتّى تجلّت عليها ثمار هذا السّر المقدّس، فإذا بجسدها يطيب وتختفي منه كلّ آثار المرض وتستعيد عافيتها بلمسة عليّة!

لم تكن حنان متأكّدة من أنّ القدّيسة رفقا هي من أغدقت بالشّفاء على فلذة كبدها حتّى تراءت لأمّها "جانيت" مرّتين في الحلم. وفي تفاصيله، كانت الجدّة أمام كنيسة الضّيعة تحمل حفيدتها، فاقتربت منها راهبة تسألها عمّا يشغل بالها، فردّت الجدّة قائلة: "يجب أن أًخضعها لفحص طبّيّ ولكنّي لا أملك المال"، أخذت الرّاهبة الطّفلة ودخلت بها إلى الكنيسة فيما انتظرت الجدّة خارجًا بأمر منها. وبعد قليل، عادت تبشّرها مطمئنة إيّاها: "أنا داويتُها، وكذلك فتحتُ لها أذنيها" علمًا أنّ ذوي الطّفلة ما كانوا على علم بوجود خطب في الأذنين.

هكذا حصلت العائلة على إجابة سماويّة تؤكّد أنّ الأعجوبة تمّت على يد القدّيسة رفقا. ومذّاك كلمات الشّكر والحمد لا تفارق لسان "حنان" الّتي وثقت أنّ الرّبّ قادر على كلّ شيء، فابنتها اليوم تنمو بالنّعمة والحكمة والقامة من دون أيّ استشارات طبّيّة، وعيادة السّماء باتت ملجأها الأوّل والأخير.