خاصّ– أبو غزالة: ماذا تنتظر من الكاهن؟
وأكمل موضحًا: "أمّا الوكيل المقصود بالمعنى الحصريّ في هذا المثل فهو الكاهن الموسوم بالكهنوت الخِدَمي، الرّاعي الموكول إليه رعاية جزء من شعب الله، المؤمنين بالمسيح. فالكهنة هم خدم المسيح والمسؤولون عن القطيع.
فالكاهن لا يقدّم فقط الطّعام السّماويّ، الإفخارستيّا، للمؤمنين، بل عليه أن يكون هو أيضًا طعامًا يؤكَل كما المسيح.
ماذا تنتظر من الكاهن؟ هل تنتظر منه أن يكون إنسانًا مختلفًا عن سائر النّاس؟ هل تريده أن يكون خادمًا لك أم تسعى كي يكون عبدًا لك؟ هل تعرف أنّه يخدمك لا بحسب مشيئتك بل بحسب مشيئة الله؟ وسيّده هو الذي يدينه عندما يأتي يوم الحساب. فبين الذي يعرف مشيئة سيّده والذي لا يعرف هناك فرق كبير. وإذا شعرت أنّ يسوع يدعوك أنت لتكون ذلك الكاهن، فكيف تتصوّر نفسك؟"
وتابع: "رسالة الخادم الحقيقيّة تتعدّى حراسة الباب لتدخل إلى الدّاخل، إلى داخل أهل البيت أنفسهم. يوحنّا فم الذّهب كتبَ تحت هذا العنوان "علامة التّلميذ الحقيقيّ" قائلاً: "إذا أردنا ألّا نقصّر في شيء عن الرّسل فما علينا إلّا أن نتشبّه بفضائلهم. إنّ قداسة حياتهم هي التي جعلت منهم رسلاً وليست العجائب التي اجترحوها، أجل إنّ قداسة السّيرة تبقى العلامة المميّزة لتلميذ يسوع"."
وإختتم أبو غزالة شرحه بالقول: "هذا الأحد مخصّص للكهنة المتوفّين الّذين سبقونا إلى بيت الآب السّماويّ لينالوا الرّحمة، بعد أن أتمّوا خدمتهم في بيته الأرضيّ، ولينالوا جزاء الوكيل الأمين. أمّا الذين هم على قيد الحياة، فنحن نصلّي لهم وهم يقومون بخدمتهم الكهنوتيّة، ليكونوا نور المسيح تجاه القطيع الذي يخدمون، فيقدّمون له طعام السّماء، طعام القداسة في حينه، لينالوا هم أيضًا بعد هذه الحياة وهذه الخدمة، جزاء الكهنة الأمناء لقاء أمانتهم في الخدمة. أعطنا يا ربّنا كهنة قدّيسين."