دينيّة
19 أيلول 2021, 07:00

خاصّ– أبو عبدو: أمام حاجة الإنسان وخدمته تسقط كلّ المراكز والمسؤوليّات

غلوريا بو خليل
"من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا". نعم، عظمة الإنسان تكمن في الخدمة. ليتنا نعي هذه المعادلة التي أرساها لنا يسوع المسيح لكانت حياتنا مسالمة فرحة مسيحيّة حقّة. نحن نتسابق على المراكز والمراتب والمجد والسّلطان، وملك الملوك بذاته "جاء ليَخدم لا ليُخدم". هكذا ينطلق زمن الصّليب في أوّل أحد منه مع "طلب ابني زبدى" للقدّيس مرقس (10/ 35 – 45). وللإضاءة على هذا الإنجيل وأبعاده، كان لنا حديث روحي مع منسّق مكتب رعويّة الزّواج والعائلة في بكركي الأباتي سمعان أبو عبدو الذي استهلّ حديثه قائلًا:

"كثيرًا ما جال في أذهان التّلاميذ: "من هو أعظم في ملكوت السّموات" لأنّهم كانوا يظنّون أنّ ملكوت المسيح ملكوت أرضيّ، وأنّه جاء لكي يخلّصهم من حكم الرّومان، وسوف يستعلن ملك المسيح سريعًا ويردّ الملك لإسرائيل.

 

كشف يسوع المسيح عن النّهج الجديد لممارسة السّلطة، عندما طلب الأخوان يعقوب ويوحنّا الجلوس عن يمينه ويساره في مجده الآتي، مبيّنًا لهما أنّ طريق المجد يمرّ بشرب كأس الألم وبالاصطباغ بدم الشّهادة (مر10/ 39). قدّم ذاته المثال والقدوة لكلّ صاحب سلطة: "إبن الإنسان لم يأت ليَخدم، بل ليُخدم ويبذل نفسه فداءً عن كثيرين" (مر10/ 45)، فهو سيبلغ إلى مجده بآلامه وموته على الصّليب من أجل فداء البشر. إنّه إعلان حبّ الله للعالم والخلاص بيسوع المسيح وحده.

 

يصحّح الرّبّ يسوع مفهوم السّلطة وغايتها في الكنيسة والمجتمع والدّولة. إنّها تضحية بالذّات وخدمة وتفانٍ في سبيل الخير العام، فسمّاه "شرب كأس الألم والاصطباغ بمعمودية الدّم". شجب الرّبّ يسوع، في الوقت عينه، كلّ استبداد وتسلّط في ممارسة السّلطة: "تعلمون أنّ الذين يعتبرون رؤساء الأمم يسودونها، وعظماء الشّعوب يتسلّطون عليهم. أمّا أنتم فليس الأمر بينكم هكذا. بل من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا" (مر10/ 43)."

 

واستطرد مشددًا على أنّ "المسؤوليّة هي لخدمة الله والقريب، لا للتّسلّط على النّاس والتّعالي عليهم، أو للسّعي لكسب غير مشروع على حساب مصالح النّاس. كم نحن أحوج اليوم إلى عيش الخدمة والأخوّة للصّمود والاستمرار بالحياة، وزرع بذور الرّجاء في وقت الشّدّة كالتي نعيشها."

 

وإختتم الأباتي أبو عبدو حديثه الرّوحيّ بكلمات قلبيّة مصلّيًا: "ساعدنا يا ربّ أن نفهم أنّ أمام حاجة الإنسان وخدمته تسقط كلّ المراكز والمسؤوليّات. لأنّ السّبت خلق من أجل الإنسان. ن