خادمة الله مريم للثالوث طوباويّة جديدة على مذبح الكنيسة في القدس
لفت الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا إلى أنّ هذا القرار أتى بعد سنوات من التقييم والدراسة والتمييز، وقد أيّده كثير من الناس حول العالم، وكذلك بعض الأبرشيّات. وأشار إلى أنّ دائرة دعاوى القدّيسين أكّدت موافقتها على الشروع في عمليّة التقديس في 14 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024، كما صوّت مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة بالإجماع لصالح هذا القرار في 29 تشرين الأوّل 2024.
طلب الكاردينال بيتسابالا من الأساقفة والكهنة، والرهبان والراهبات، المكرّسين والمكرّسات، وشعب الله كلّه في أبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة بالقدس أن يرافقوا هذه النعمة الجديدة بالصلاة، موضحًا أنّها ستأتي بثمار ليس فقط للكنيسة في القدس، بل للكنيسة جمعاء.
لمحة عن حياة خادمة الله مريم للثالوث
في 25 حزيران/يونيو 1942، توفّيت في القدس، عن عمر يناهز 41 عامًا، خادمة الله مريم للثالوث (واسمها: لويزا جاك)، راهبة من رهبانيّة القدّيسة كلارا. ولدت في جنوب إفريقيا في حضن عائلة بروتستانتيّة مرسلة، ونشأت في سويسرا، بعد رحلة بحث طويلة وفي سنّ الـ25، أي في غمرة شبابها، عاشت أزمة وجوديّة وإيمانيّة عميقة، بلغت ذروتها في ليلة ارتدادها. فبينما كانت تتخبّط في دوّامة اليأس، شاهدت النور وشعرت بجاذبيّة لا تقاوم نحو حياة الدير. وبسبب انجذابها إلى سرّ القربان المقدّس، تلقّت المعموديّة في الكنيسة الكاثوليكيّة في 19 آذار/مارس 1928. وبعد محاولات عديدة بحثًا عن دعوتها، قادتها العناية الإلهيّة في سنّ الـ37 إلى دير راهبات الكلاريس في القدس، حيث كان الله ينتظرها ليوحّدها بشكل أوثق بسرّ فصحه.
دفعت المحنُ والمرض ومعاناة الحياة خادمةَ الله إلى البحث عن الحقيقة والحبّ الحقيقيّ، منتصرة على الشرّ بالخير، ومتشوّقة إلى سماع صوت الله. كرّست نفسها، من دون ضجّة وبلا تحفّظ، للصلاة والعبادة والمحبّة الأخويّة، طالبة بكلّ قواها وحدة المسيحيّين وهِبة السلام. في 8 كانون الأوّل/ديسمبر من عام 1941، قدّمت نفسها ذبيحة ليسوع القربانيّ، وبعد بضعة أشهر توفّيت بسلام، تاركة وراءها شهادة حياة مسيحيّة مشرقة.
مرسوم بطريركيّ
بالتزامن مع هذا الإعلان، أصدر البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا مرسومًا دعا فيه المؤمنين إلى إبلاغ أمانة سرّ البطريركيّة اللاتينيّة في القدس "عن جميع الأخبار التي يمكن أن تستنتج منها عناصر تؤكّد أو تعارض شهرة قداسة خادمة الله مريم للثالوث".
ونظرًا إلى وجوب تجميع الكتابات المنسوبة إليها كلّها وفقًا للأحكام القانونيّة، دعا البطريرك "كلّ من كان بحوزته أيّ كتابة، أن يسلّمها بالسرعة الممكنة إلى أمانة سرّ البطريركيّة، ما لم تكن قد سُلّمت بالفعل إلى مكتب دعوى التطويب". وذكّر بأنّ "الكتابات المذكورة لا تعني فقط الأعمال المطبوعة، التي تمّ جمعها بالفعل، ولكن أيضًا المخطوطات، واليوميّات، والرسائل، وأيّ كتابة خاصّة أخرى لخادمة الله. وأولئك الذين يرغبون في الاحتفاظ بالنسخ الأصليّة، يمكنهم تقديم نسخة مصدّقة حسب الأصول".
هذا وقرّر بطريرك القدس للاتين أن يعلّق هذا المرسوم، الصادر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لمدّة شهرين على أبواب أمانة السرّ والكاتدرائيّة، وأن يُنشر في مجلّة الأبرشيّة، وكذلك على مواقع البطريركيّة اللاتينيّة، وحراسة الأرض المقدّسة، وراهبات الكلاريس.