بيتسابالا في رسالة الميلاد: سنستمرّ كمسيحيّين في أن نكون مصدرًا للرّعاية والحنان والمحبّة
وفي تفاصيل الرّسالة الّتي صدرت اليوم جاء بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ:
"ليكن سلام الرّبّ معكم! وقبل كلّ شيء، عيد ميلاد سعيد!
نحتفل هذا العام بعيد الميلاد بشكل طبيعيّ قدر المستطاع في مختلف المدن، ولاسيّما في بيت لحم. ومن الجميل أن نرى الشّجرة ومغارة الميلاد في جميع رعايانا ومجتمعاتنا، وكلّ مظاهر الاحتفال الّتي اعتدنا عليها، ونحن نفرح بذلك.
لكنّنا في الوقت عينه ندرك أنّ التّحدّيات والمشاكل، سواء كانت سياسيّة أو اجتماعيّة أو اقتصاديّة أو روحيّة، لا تزال قائمة. ومع ذلك، من المهمّ أيضًا أن نسمح لأنفسنا بهذه الاستراحة من كلّ الألم، وأن نعيش فرح الميلاد، لاسيّما مع أطفالنا وعائلاتنا وفقرائنا، وأن نتقاسم هذا الفرح مع بعضنا البعض.
لقد كان عامًا صعبًا جدًّا علينا، ومن المرجّح أن يكون العام القادم أيضًا مليئًا بالتّحدّيات. لكن، كما في الماضي وكما في المستقبل، نؤكّد لكم أنّنا سنبقى حاضرين بينكم، وسنواصل دعم مجتمعنا، وسنبقى، كعائلة واحدة، نور يسوع المسيح في المجتمع. سنواصل تقديم العزاء والرّاحة والدّعم والتّضامن حيثما دعت الحاجة، وسنسعى أيضًا إلى أن نكون صوتًا للحقّ، مطالبين بالعدالة، وباحترام حقوق الإنسان وكرامة الجميع. فهذا، في جوهره، ما نحتفل به في عيد الميلاد المجيد: نحتفل بالكلمة الّذي صار جسدًا وحلّ بيننا، ونحتفل بإيماننا بسرّ التّجسّد، هذا السّرّ الحقيقيّ والملموس الّذي يلتقي دائمًا بواقع حياتنا ويؤثّر فيه، على الصّعيدين الشّخصيّ والمجتمعيّ. لكن عيد الميلاد يذكّرنا جميعًا بأمر مهمّ، خاصّة في هذه الفترة الّتي يسود فيها العنف والكراهيّة وفي سياق يُعتقد فيه عمومًا أنّ من لا يستخدم القوّة لا يُؤخذ بعين الاعتبار، وبالتّالي، يبدو أنّ العنف والقوّة والكراهيّة هي السّمة السّائدة، للأسف؛ إذا لم تكن قويًّا، وإذا لم ترفع صوتك، فسيكون الأمر كما لو أنّك غير موجود.
لكن رسالة عيد الميلاد مختلفة تمامًا. فهي تذكّرنا بطريقة المسيح، إذ يدخل الله في تاريخنا وظلماتنا كطفل مولود حديثًا، في أقصى درجات الهشاشة الّتي نعرفها. وهكذا يعلّمنا عيد الميلاد أيضًا طريقة العيش المسيحيّ، خاصّة في هذا الواقع الّذي نعيشه. يدخل الله، من خلال تجسّد يسوع المسيح، في تاريخنا عبر طفلٍ ضعيف، يحتاج إلى عناية الآخرين. ومع ذلك، بهذه الطّريقة بالذّات، يدخل الله إلى العالم. فهذا الطّفل، الضّعيف بحسب المقاييس البشريّة، غيّر العالم، وجذَبَ إليه الشّعوب والأمم. إنّ الطّفل المولود جديدًا يوقظ في قلب كل إنسان الحنان والمحبّة، وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أيّ وقت مضى. لذلك، سنستمرّ كمسيحيّين في أن نكون مصدرًا للرّعاية والحنان والمحبّة، دون شروط ودون حدود؛ محبّة بلا حدود، هي ما يحتاجه عالمنا اليوم."
