دينيّة
12 كانون الثاني 2020, 08:00

حدث مصيريّ في تاريخ الخلاص!

غلوريا بو خليل
يتميّز زمن الدّنح بتبيان حقيقة هويّة يسوع للعالم التي تتجلّى بكشف إلهيّ في بداية حياته العلنيّة. وللتّأمّل في ما يعلنه يوحنّا المعمدان في إنجيل هذا الأحد الأوّل بعد الدّنح للقدّيس يوحنّا (1/29 - 34) عن حقيقة يسوع، كان لموقعنا حديث مع خادم رعيّة مار سمعان العموديّ - القليعات الخوري يوسف مبارك.

"إعتلان سرّ يسوع حدث مصيريّ في تاريخ الخلاص، وقد بدأ باعتماده على يد يوحنّا المعمدان. هذا الأخير هو خاتمة الأنبياء وتميّز عن الباقين برؤيته الرّوح القدس "رأيت الرّوح القدس نازلًا كحمامة..." (يو1/32) الذي أظهر له المسيح "رجاء الآباء وانتظار الشّعوب" (تساعيّة الميلاد اليوم 2)." بهذه المقدّمة استهلّ الخوري مبارك حديثه وتابع شارحًا: "الرّوح القدس ميزة الزّمن المسيحانيّ، لأنّنا بدونه لا نعرف الله. هو يصلّي فينا بأنّاةٍ لا توصف كما يقول بولس الرّسول، ويهبّ لنجدة ضعفنا لنقوى على الحقيقة الإلهيّة".

وعن "شهادة يوحنّا المعمدان" قال الخوري مبارك إنّها تخطّي لحدود البشر "يأتي ورائي رجل قد صار قدّامي لأنّه كان قبلي". تاريخيًّا، المعمدان أكبر من يسوع بستة أشهر كما نعرف من خلال بشارة مريم، لكنّ يوحنّا يقصد النّاحية الوجوديّة الإلهيّة التي أكّدها في نهاية حديثه: "أنا رأيت وشهدت أنّ هذا هو ابن الله". لقد سمع صوت الآب يقول: "أنت المسيح ابن الله الحيّ". شهادتان متوازيتان نبعهما لا لحم ولا دم بل الآب بقوة الرّوح القدس! ويكتمل هذا الاعتلان لمّا يسوع نفسه أكّد أنّه الابن الذي يعرف الآب (متّى 11/27)."

وأكمل خادم رعيّة القليعات موضحًا "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم: إنّه حمل أشعيا (53 - 7) الذي تنبّأ عن عبدالله المتألّم الذي سيق كحمل للذّبح، وإنّه حمل الله على العرش المنتصر في رؤيا (5 و 7). يسوع شفى مرضى وعاشر خطأة فحمل الآلام النّفسيّة والجسديّة بموته على الصّليب وحوّلها إلى قوّة ومجد بقيامته!".

وفي الختام، توجّه الخوري مبارك إلى كلّ مؤمن قائلًا: "أحبّائي، إنّها دعوة لنا اليوم للانفتاح على عمل الرّوح الذي وُسمنا به في معموديّتنا فنعيش بنوّتنا للآب من خلال طاعتنا له والاتّكال على عنايته ونستمد قوّتنا من الإبن الأوحد العمّانوئيل القدّوس لنسير كأبناء النّور، مجدّدين فينا إنساننا العتيق فتتجدّد من خلالنا البشريّة. آمين."