جوزفين بخيتة... من أشواك العبوديّة إلى زهور القداسة
قلمنا شاء، هذه المرّة، أن يُحيك ملامح موضوعه الإنسانيّ هذا بخيطان القداسة، قداسة قلّما يتذكّرها النّاس بل المسيحيّون، قداسة جوزفين بخيتة.
هي قدّيسة عانت العبوديّة بمعظم أشكالها، فسودانيّة الأصل، تعرّضت في صغرها للخطف وسيقت إلى العبوديّة حيث عُرضت للبيع وعانت التّعذيب والشّتائم والاعتداء.
بعد هذه الفترة الطّويلة التي طبعت 144 ندبة على جسدها، كان على بخيتة الاهتمام بطفلة عائلة إيطاليّة، فلعبت دور المربّية ودور الصّديقة والمرافِقة الدّائمة، إذ أقامت في دير للرّاهبات مع الطّفلة بعد سفر والدي الأخيرة، إقامة غمرتها إيمانًا بالمسيح واعتناقًا للمسيحيّة.
العماد والمثابرة على الصّلاة سلّحا بخيتة بالإيمان والصّبر لتخطّي الصّعاب والآلام، فهي لم تتخلَّ يومًا عن الرّجاء، بل قبلت قسوة الدّنيا وظلمها بفرح عظيم.
لذكرى الإتجار بالبشر وذكرى القدّيسة جوزفين بخيتة، نصلّي من أجل الذين تشكّل حياتهم مسرحًا تقدّم المآسي على خشبته المُشيكة أشنع استعراضاتها، ليكن الرّبّ، بشفاعة القدّيسة بخيتة، مخلّصهم وملجأهم وممهّد طرقات عطرة مزهرة صوب الحياة الأبديّة الهانئة...