صحّة
10 أيلول 2021, 13:15

جودة الهواء في المكتب تؤثر على القدرات الإدراكية للموظفين

الوكالة الوطنيّة للإعلام
بيّنت دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة هارفارد أن نوعية الهواء في المكتب يمكن أن تؤثر بشكل كبير على القدرات الإدراكية لدى الموظفين، بما فيها قدرتهم على التركيز.

وقال المعد الرئيسي للدراسة التي نشرت أمس في مجلة "انفايرونمنتال ريسيرتش ليترز" العلمية خوسيه غييرمو سيدينو لوران، وبثت خلاصتها "وكالة الصحافة الفرنسية": "ثمة الكثير من الأبحاث عن التعرض للتلوث في الهواء الطلق، إلا أننا نقضي 90 في المئة من وقتنا في الداخل".

وتابع لوران وزملاؤه مدى عام 302 من الموظفين العاملين في مكاتب في 6 بلدان هي: الصين والهند والمكسيك وتايلاند والولايات المتحدة وبريطانيا، إلى أن توقف الاختبار في شهر آذار 2020 بسبب الإقفال العام الهادف إلى احتواء وباء كوفيد-19.

وتألفت عينة المشاركين في الاختبار من موظفين تراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما ويعملون 3 أيام في الأسبوع على الأقل من مكاتبهم ولهم فيها مكان ثابت مخصص لهم.

ووضعت في مكاتب هؤلاء أجهزة التقاط تقيس في الوقت الفعلي تركيزات الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن قياس 2,5 ميكروغرام في الهواء، بالإضافة إلى تركيزات ثاني أوكسيد الكربون ودرجة الحرارة والرطوبة.

وخضع المشاركون لاختبارات إدراكية في أوقات معينة مقررة سلفا، وفي أوقات انخفاض مستويات تركيزات ثاني أوكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن قياس 2,5 ميكروغرام.

وطلب في أحد الاختبارات من الموظفين تحديد اللون المستخدم لكتابة كلمة تدل على لون مختلف - ككلمة "أحمر" المكتوبة باللون الأخضر - فيما طرح اختبار آخر مجموعة معادلات حسابية بسيطة تشمل الجمع والطرح.

ويبلغ تركيز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء الطلق عموما نحو 400 جزء في المليون، فيما يشكل تركيز 1000 جزء في المليون في أماكن مغلقة الحد الأقصى.

ووصل مستوى تركيزات الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن قياس 2,5 ميكروغرام في واشنطن إلى 13,8 ميكروغراما لكل متر مكعب، في مقابل 42 ميكروغراما لكل متر مكعب في نيودلهي في اليوم نفسه، بحسب مجموعة "آي كيو اير" لقياس معدلات تلوث الهواء.

وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن ارتفاع تركيزات الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن قياس 2,5 ميكروغرام في الهواء بنسبة 10 ميكروغرامات للمتر المكعب الواحد يؤدي إلى تراجع مدة الاستجابة لكلا الاختبارين بنسبة واحد في المئة وتراجع دقة الإجابات بنسبة تفوق الواحد في المئة.

وأدى ارتفاع بنسبة 500 جزء في المليون من ثاني أوكسيد الكربون إلى تراجع مدة الاستجابة بنسبة واحد في المئة وتراجع دقة الإجابات بنسبة 2 في المئة لكلا الاختبارين.

وإذا كانت الدراسات السابقة أظهرت أن التعرض الطويل للجزيئات الدقيقة يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب أمراضا تنكسية عصبية، فإن هذه الدراسة هي أول عمل يظهر أن لهذا النوع من التعرض تأثيرا قصير المدى، وفق خوسيه غييرمو سيدينو لوران.

أما الحل فيتمثل في "فتح نافذة" أو تركيب نظام ترشيح للهواء إذا كان الهواء الخارجي ملوثا.