الفاتيكان
18 آب 2018, 14:00

جنوى تودّع ضحاياها

أقيمت السّبت في جنوى المراسم الرّسميّة لتّشييع تسعة عشر شخصًا من أصل واحد وأربعين على الأقل قضوا في حادثة انهيار جسر "موراندي" بهذه المدينة الإيطاليّة في الرّابع عشر من آب/ أغسطس الجاري، وترأّس الاحتفال الدّينيّ رئيس الأساقفة الكاردينال أنجيلو بانياسكو الّذي حثّ المواطنيّن على عدم الاستسلام وتوجيه الأنظار نحو الله الذي هو مصدر كلّ رجاء وثقة.

 

وبحسب " الفاتيكان نيوز "، تمّت مراسم التّشييع الرّسميّة في أحد أجنحة معرض جنوى بحضور رئيس الجمهوريّة سيرجيو ماتاريلا وكبار المسؤولين في الدّولة الإيطاليّة من بينهم نائبا رئيس الوزراء ماتيو سالفيني ولويجي دي مايو ممثلَين الحكومة الإيطاليّة. أكدّ الكاردينال بانياسكو في عظّته أنّ حادثة انهيار الجسر ولّدت جرحًا عميقًا في قلب جنوى، لكن على الرغم من ذلك تأبى هذه المدينة الاستسلام، مذكّرًا في هذا السّياق بالصّلوات الكثيرة الّتي رُفعت على نيّة الضّحايا بدءًا من صلوات البابا فرنسيس، الّذي شاء مساء أمس الجمعة أنّ يعبّر عن قربه من الضّحايا وذويهم من خلال مكالمة هاتفيّة كانت مفعمة بالمشاعر والعطف! ولفت الكاردينال أيضًا إلى أنّ ما حصل يسلّط الضّوء على هشاشة الإنسان، مؤكّدًا أنّ أهالي جنوى يعرفون كيف يتخطّون هذه المرحلة الصّعبة تمامًا كما فعلوا في الماضي.

ولم تخلُ عظّة الكاردينال من الإشارة إلى أهميّة إعادة اكتشاف العلاقات البشريّة، عندما يشعر الإنسان بضعفه، لافتًا إلى أنّ هذه العلاقات تشكّل النّسيج الاجتماعيّ في بلد متحضّر، وهي تتطلب أيضًا تعزيز الثّقة بين النّاس لتخطي الأوضاع الحياتيّة الصّعبة. وشدّد الكاردينال بانياسكو أيضًا على ضرورة أن يتسلّح الإنسان بالإيمان، الّذي لا يبدد كلّ الظّلمات، لكنّه ينير الدّرب خطوةً تلو الأخرى. وتوّجه أيضًا بالشكر إلى جميع الجهات الّتي هبّت لمساعدة المتضررين جرّاء هذه الكارثة، معربًا عن أمله بأن يتمكن الأشخاص الذين فقدوا بيوتهم من العودة سريعًا إلى منزل دافئ يأويهم. وشدّد في الختام على ضرورة النّهوض من تبعات هذه الحادثة الأليمة كي يتمكن المواطنون من بناء جسور جديدة والسّير معًا.